احتجت أمس، حوالي 47 عائلة تقطن بحي العربي بن مهيدي بباش جراح على إقصائها من عملية الترحيل، مؤكدين أحقيتهم في الاستفادة من سكن لائق يحفظ كرامتهم بعد معاناة دامت لأزيد من 30 سنة في بيوت لا تتوفر على أدنى شروط الحياة، مطالبين والي العاصمة عبد القادر زوخ بإنصافهم. واعترضت العائلات المقصية من برنامج إعادة الترحيل موكب الوالي عبد القادر زوخ خلال إشرافه على عملية الترحيل بحي السواشات ببلدية الرويبة شرق العاصمة، حيث واجهت العائلات المقصية من الترحيل بمزرعة شعلال بالرويبة موكب الوالي زوخ، منددة بإجحاف مصالحه بعد إقصائها من برنامج الترحيل، على غرار باقي سكان المزرعة، حيث استفادت أزيد من 45 عائلة من الترحيل، فيما استثنيت 4 عائلات منها. كما شهدت خرجة الوالي أمس عقب الزيارة التفقدية التي قادته إلى الوحدات السكنية الجديدة، احتجاجات من قبل عائلات التي تم إقصاؤها وأخرى لم تستوعب طريقة توزيع الشقق، لاسيما أنها تحوز أوراق وعقود ملكيتها للمنازل التي كانوا يقطنونها على غرار عائلة "قديمي عدلان" الذي رفض الخروج من منزله الواقع بمزرعة شعلال السعيد 03 ببلدية الرويبة التابع لإقليم دائرة الرويبة، بعد أن وجد نفسه مجبرا على الانتقال لشقة تضم أربع غرف. وهدد سكان القصبة أيضا بالخروج إلى الشارع، مطالبين بالإفراج عن قائمة السكنات الاجتماعية وضرورة إدراجهم في قائمة السكان المرحلين كون سكناتهم أصبحت آيلة للانهيار، في حين انتفضت عائلات بباب الواد عقب عملية الترحيل مطالبة الوالي زوخ بإنصافها وترحيلها أيضا إلى سكنات لائقة . وشهدت أمس ولاية الجزائر، عملية إعادة إسكان 2300 عائلة في سكنات جديدة في أجواء هادئة على غير العادة هذه المرة بعد انخفاض معدل الاحتجاجات من طرف المقصين من عملية الترحيل ال18 مقارنة بباقي العمليات السابقة التي عرفت العديد من التجاوزات والاحتجاجات. وقد حازت بلديات الدائرة الإدارية لسيدي امحمد على حصة الأسد من عملية الترحيل باستفادة 600 عائلة تقطن معظمها أسطح العمارات والأقبية على مستوى ساحة أول ماي وسيدي امحمد والعربي بن مهيدي والإدريسي والجزائر وسط، وهذا في إطار القضاء على كل البيوت الهشة التي لازالت تشوه صورة العاصمة حسب أقوال الوالي عبد القادر زوخ. وقد تم إسكان أغلبية المستفيدين من عملية الترحيل ال18، على مستوى حي 1540 مسكن بالحميز ببلدية الرويبة، وكذلك حي 128 مسكن بحوش موهوب ببلدية براقي، غير أن الإشكال المطروح على مستوى هدين الحيين هو النقائص الملموسة على مستوى السكنات، خاصة حي الحميز الذي لازال عبارة عن ورشة مفتوحة على عدة مستويات. وقد كشف والي العاصمة عبد القادر زوخ على هامش هذه العملية، عن أن مجهودات كبيرة تبذل من طرف جميع الشركاء من أجل إجراء عملية ترحيل أخرى قبل شهر رمضان المعظم، دون أن يعطي تفاصيل أخرى عن ذلك، في وقت فند فيه وجود تلاعبات على مستوى قائمة المستفيدين بحي ديار البركة، فيما وعد زوخ بإسكان 47 عائلة بباش جراح تم إقصاؤها خلال هذه العملية، أما العائلات الخمسة من أصل 50 عائلة التي كانت تقطن بمزرعة سعيد شعلال رقم 3 فيعود لعدم تسجيلها ضمن عملية الإحصاء. كما أشاد مدير السكن لولاية الجزائر إسماعيل لومي بالظروف التنظيمية الجيدة التي ميزت عملية الترحيل ال18، وقال في هذا الإطار "إن البرنامج السكني العمومي الإيجاري لولاية الجزائر سيشمل 84 ألف وحدة سكنية".