لجنة التحكيم توصي بإلغاء كل الجوائز مستقبلا والاهتمام بالتكوين نالت تعاونية "أصدقاء الفن" لمدينة الشلف جائزة أحسن عرض متكامل عن عرض "درب التبانة" للمخرج ميسوم لعروسي، في حفل اختتام المهرجان الوطني العاشر للمسرح المحترف، سهرةأمس، بينما حازت مسارح باتنة، أم البواقيوسوق أهراس على جائزتين لكل منها. وبرزت مسارح شرق البلاد، حيث ظفر مسرح باتنة الجهوي بجائزتي أحسن إخراج وأحسن أداء رجالي لفوزي بن براهيم ورمزي قجة على التوالي، في عرض "وزيد نزيدلك" كما نال مسرح أم البواقي الجهوي جائزتي أحسن ممثلة واعدة وأحسن دور رجالي لكنزة أصالة بن بوساحة ويونس جواني عن عرض "التحدي"، كما افتك مسرح سوق أهراس جائزتي أحسن دور ثانوي لصبرينة قريشي وأحسن سينوغرافيا ليحي بن عمار. ومُنحت جائزة أحسن دور نسائي مناصفة للممثلتين شهرزاد خليفة وحورية بهلول عن دوريهما في مسرحيتي "فندق العالمين" لمسرح سكيكدة، و"من حقي نحلم" لمسرح العلمة، في حين حاز أسامة بودشيش على جائزة أحسن ممثل واعد عن دوره في عرض "صالح باي" لمسرح قسنطينة الجهوي. وتوّج المخرج والكاتب محمد شرشال بجائزة أحسن نص مسرحي عن عرض "الهايشة" للمسرح الوطني الجزائري، كما تحصل نجيب غريسي على جائزة أحسن توظيف موسيقي عن عرض "دلالي" لمسرح سيدي بلعباس. أما جائزة التحكيم؛ فعادت إلى مسرح تيزي وزو عن عرض "تيفي". وقالت لجنة التحكيم في بيانها إنها لاحظت ابكل أسف، كما أنّ الجوائز والتتويج قد صارا الهدف الأسمى بالنسبة للفنانين أفرادا كانوا أو فرقا أو إدارات، حيث تحوّل المهرجان إلى مسابقة تنافسية ككل المسابقات الوطنية أو بطولة من البطولات الرياضية يجلب فيها المتنافس مشجعيه وأنصاره. وخاطبت الفنانين والفرق بقولها "المبتدئ من بينكم أكبر من كل الجوائز ولم يعد بحاجة إليها فما بالكم بالرواد.. إنّ أكبر جائزة يمكن للحركة المسرحية الجزائرية نيلها هي قلب الجمهور، إعادته إلى القاعات والمعادلة المسرحية لأنه بكل بساطة ألغي من اهتماماتنا. لذا ندعو الجميع إلى التفكير مليا والتساؤل مع الذات. ألسنا كلنا مسؤولين عن هذا المهرجان مثلنا مثل المحافظة؟ إننا نريد قطعا مثلكم أن يعود المهرجان إلى هدفه الأسمى وهو ثمرة مجهوداتنا كلنا طوال كل السنة في خدمة الجمهور عبر كل المسارح الوطنية، خدمة للفن والوطن، لنسمو ونرتقي ونفتخر بأعمالنا ومهرجاننا ليصير ككل المهرجانات العالمية المعروفة بتقاليدها العريقة. لذا توصي لجنة التحكيم بإلغاء لجنة التحكيم من المهرجان كلية، مع إلغاء كل الجوائز لأنكم وإيانا وبكل بساطة أكبر من كل هذا، غير أنّ اللجنة توصي وتقترح إيجاد صيغ أخرى لتتويج الفنان وتكريمه عبر أطر ومعايير معروفة عالميا ذات مصداقية. من ناحية أخرى، أوصت لجنة التحكيم بإعادة النظر في آليات العمل المسرحي من بدايته إلى أرشفته "الإنتاج، التوزيع، الترويج الخ"، حيث آن الأوان أن نعود إلى قيم المسرح وأن تراجع إدارات المسارح طرق عملها في اختيار النصوص والمواضيع والمخرجين، إذ نجد معظم الإدارات في المسارح تعتمد على جامعيين كلجان قراءة قد لا يرقى مستواهم إلى مستوى النص المسرحي حتى لو كانوا دكاترة في الكيمياء والفيزياء، والشاذ لا يقاس عليه. كما أوصت بإعطاء الطاقم الفني كله من الكاتب إلى المخرج وغيرهم الوقت الكافي لإنجاز العمل الفني على أحسن وجه، بالإضافة إلى الاهتمام بعامل التكوين، وأرشفة الفعل المسرحي كفعل ثقافي وكفعل وطني وبكل الطرق المكتوبة والمرئية والمسموعة منها. وأوصت اللجنة أيضا بإعادة النظر في الجانب التنظيمي، وطالبت بضرورة تقريب أماكن إيواء الفرق المشاركة من أماكن العرض وتنظيم النشاطات والملتقيات المتعلقة بالمسرح في الأماكن نفسها، حتى تتولد جرّاء ذلك حركية التبادل والتجارب. ورأت أنه من الضروري إشراك مدراء المسارح في الملتقيات والنقاشات للتعريف بإنتاجاتهم وللتبادل مع الممارسين للتعرف بآفاق مؤسساتهم. تصريحات الفنانين المتوجين أسامة بودشيش- جائزة أحسن ممثل واعد لم أكن أنتظر هذا التتويج، وأنا الذي قبلت الخوض في مغامرة التمثيل للاكتشاف والمتعة فقط.. لم أضع في الحسبان أن يعلن على اسمي وأنا الوافد الجديد لعالم المسرح وعمري لا يتعدى العشرين عاما، الجائزة أعتبرها مسؤولية ألقيت على عاتقي، وأفكر من الآن في مزيد من الجهد للحفاظ على هذا الاعتبار. كنزة أصالة بن بوساحة- أحسن ممثلة واعدة أشعر بكثير من الغبطة والانبهار أيضا، لم أتوقع التتويج، مع أني اجتهدت رغم كل شيء في حفظ الدور وتقمص الشخصية التي أوكلت إلي في "التحدي"، ومسرح أم البواقي وضع الكثير من الثقة في شخصي، وأنا اليوم أرد له الجميل بهذه الشهادة والورد. يونس جواني- أحسن ممثل ثانوي رجالي أشكر الجمهور على تشجيعه أثناء العرض وبعده، ثم هتافه عند إعلان اسمي متوجا، في هذه اللحظة تخونني الكلمات لكني لا أنسى مع ذلك لجنة التحكيم التي رأت في عملي ما يليق بمعاييرها، باختصار أهدي لكل من ظلّ وفيا لمهرجان المسرح المحترف هذا التتويج وأقاسمه الفرحة. صبرينة قريشي- أحسن دور ثانوي نسوي الحمد لله أولا على نعمة التتويج، وشكرا لهذا العالم الجميل الذي أحبه، المسرح الذي دخلته والتقيت فيه بأناس تعلمت منهم كل كبيرة وصغيرة، أفادتني وما تزال في مسيرتي كممثلة، وأظن أنّ الشكر أقل واجب اتجاه من علموني أبجديات المسرح. رمزي قجة- أحسن أداء رجالي مسرحية "وزيد نزيدلك" ما هي إلا نتاج فريق عمل كله صمود وثبات وإصرار، تفانى في تحقيق المشروع الذي فاز اليوم. شهرزاد خليفة- أحسن دور نسوي (مناصفة) أعترف أنّ مسرح سكيكدة الجهوي، هو أفضل فريق عملت معه حتى الآن، سواء من حيث الانسجام بين الممثلين والطاقم التقني وكذا التعامل مع المخرج وإدارة المسرح، أكبر جائزة هو هذا الجمهور الرائع. حورية بهلول"- أحسن دور نسوي (مناصفة) شكري موصول أولا لمسرح العلمة الجهوي الذي لم يبخل عليّ بفرصة الظهور، ثم لا أنسى المخرجة دليلة مفتاحي على ثقتها في قدراتي، في هذا المقام، أذكر المسارح التي سبق وأن فتحت أبوابها لطموحي، بداية من مسرح باتنة، ثم بجاية حيث عملت مع الأستاذ "عمر فطموش" ونهلت منه الكثير من الخبرة، بفضل هؤلاء وصلت الى المسرح الوطني الجزائري ووقفت على خشبته يحيى بن عمار- جائزة أحسن سينوغرافيا يسرني أن أكون في هذا الجمع، سرّني قبل ذلك أن اشتغلت في مدينة سوق أهراس الجميلة، واحتكاكي بأناسها الطيبين، أرفع الجائزة إلى روح المسرحي العملاق الراحل "امحمد بن قطاف". نجيب غرسي- جائزة أحسن موسيقى اشتغلت بكثير من المتعة والاكتشاف مع المخرج "عبد القادر جريو"، فقد فتح لنا باب المبادرة والاقتراح، وفق النص الذي وضعه في متناول الممثلين وأيضا في متناولنا، لأننا كنا مطالبين بالانسجام مع ريتم العمل من الأول إلى الأخير.. عملنا في جو عائلي. محمد شرشال- جائزة أحسن نص أجمل هدية لي في هذا المهرجان العاشر ليس التتويج فقط، بل هو كذلك تواجدي في هذا المكان بعد غياب طويل. فوزي بن براهيم- جائزة أحسن إخراج للتتويج طعم خاص مهما تكرّر، وأنا الذي سبق لي وأن توّجت بجائزة في دورة 2012، واليوم أفتك جائزة أحسن مخرج لدورة 2015، بفضل صبر ودعم مسرح باتنة الجهوي، وأهدي الفوز لزوجتي وطفلتي. جمال كالون- ممثل حائز على جائزة لجنة التحكيم أنوب عن الفريق الفني والتقني والإداري، لأقول إنّ ما وصلنا إليه من نتيجة اليوم هو شيء مستحق، وشاهدتم العرض الذي هو عُصارة جهد واجتهاد. ميسوم لعروسي- جائزة أحسن عرض متكامل فرحتي لا توصف لأنّ هذا العمل مهدى لروح خير الدين لعروسي، وإلى كل الفنانين الجزائريين المناضلين الذين أوفوا بوعودهم في مواصلة الإبداع