اتهم باحثان بريطانيان الأطراف الليبية المتنافسة والحكومات الأوروبية باستغلال أزمة المهاجرين والهجرة غير الشرعية لتحقيق مكاسب سياسية. والباحثان هما الأستاذ في جامعة "أوكسفورد" براين كلاس والباحث في جامعة "كامبردج" جايسون باك، كتبا مقالاً مشتركًا في جريدة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أكدا أن اتفاق سلام بين حكومتي طبرق وطرابلس هو السبيل الوحيد لحل أزمة الهجرة غير الشرعية ومواجهة تنظيم "داعش"، وأن على دول ومؤسسات المجتمع الدولي التوحد والضغط على الحكومتين للوصول إلى اتفاق. وقال الباحثان إن المهاجرين بالنسبة للسياسيين في ليبيا وأوروبا "مصدر للربح السياسي"، وإن صناع القرار في بروكسل وطرابلس وطبرق "كمن يلعب كرة القدم بتلك الوفيات التي نشهدها في البحر المتوسط والتي يمكن تفاديها، ويحولون مآسي المهاجرين إلى ملعب سياسي". وأكد المقال أن تلك السياسة التي وصفوها ب "الانتهازية" لن تنتج عن شيء سوى تقوية الجماعات المتطرفة في ليبيا وأوروبا. ويعتقد المقال بخطأ المقترحات الأوروبية لمواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية لأنها أغفلت السبب "وهو انهيار الدولة في ليبيا"، وركزت على النتيجة وهي "عمليات الهجرة غير الشرعية". ويرى أن خطة الاتحاد الأوروبي بتدمير مراكب المهربين وزيادة الدوريات العسكرية في المتوسط استراتيجية "محكوم عليها بالفشل"، لأن تدمير مركب واحد كفيل بدفع المهربين لاستخدام المهاجرين كدروع بشرية لمنع مزيد من الهجمات. وتابع أن أي تدخل عسكري في ليبيا سيصب في صالح تنظيم "داعش" ويزيد من اشتعال الحرب الأهلية المستمرة في الدولة. ويرى المقال "أن السياسيين في أوروبا يستغلون أزمة المهاجرين لتقوية مواقفهم السياسية، وهم في ذلك يتبعون سياسة القذافي نفسها في السماح للمهاجرين بالتوجه لأوروبا لانتزاع تنازلات سياسية".