أفادت المستشارة الخاصة بالحقوق الدولية للمعاقين، كاتبة الدولة الأمريكية ''جوديث هومان''، أن أمريكا مستعدة للتعاون مع الجزائر في مجال زراعة الأعضاء الصناعية والاستثمار في الكراسي المتحركة لفائدة الأشخاص المعاقين. وقالت السيدة هومان، أمس، خلال ندوة صحفية نشّطتها بمقر السفارة الأمريكية، إنها لم تتناول مع المسؤولين الجزائريين مسألة زراعة الأعضاء الاصطناعية والمعمول بها في أمريكا لكنها مستعدة للتعاون في هذا المجال. وقالت المستشارة التي تقوم بزيارة عمل إلى الجزائر تدوم خمسة أيام، إنها طرحت مع المسؤولين الجزائريين قضية تنقل الأشخاص المعاقين، حيث تحدثت مع وزير النقل بهذا الخصوص عند وقوفها على وضعية الأشخاص المعاقين في الجزائر. وتحدثت المستشارة التي أجرت لقاء أيضا مع وزير التضامن سعيد بركات ووزير التربية أبوبكر بن بوزيد، تناولا تكفل الولاياتالمتحدةالأمريكية بهذه الفئة، خاصة ما يتعلق بتنقل هؤلاء الأشخاص. وقالت جوديث هومان إن الولايات المتحدث الأمريكية التي تحصي 45 مليون معاق لديها، تقوم بمجهودات كبيرة بخصوص تنقل الأشخاص المعاقين باعتبارها من بين أهم المشاكل التي تتعرض لها هذه الفئة، مشيرة إلى التجربة الأمريكية في دعم هذه الفئة عن طريق تسهيل التنقل بالعمل مع مهندسين مختصين في هندسة المسارات والطرق التي تتخذها هذه الفئة عبر السكك الحديدية ومترو الأنفاق والحافلات وسيارات الأجرة وحتى السيارات الخاصة، وتحدثت عن إنشاء مراحيض خاصة أيضا بأمريكا لذوي الاحتياجات الخاصة. وعن مجال التعاون بين الجزائر وأمريكا، قالت المستشارة إنها ''بدأت وضع أرضية معلومات حول حقوق المعاقين مع المسؤولين الجزائريين''، من خلال تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين بهدف ''التصدي للعراقيل الاجتماعية التي يواجهها الأشخاص المعاقون وتشجيع مشاركتهم في جميع ميادين الحياة المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية''. وتحدثت عن وجود برامج عمل خاصة تتعلق بالمعاقين ولا تقتصر فقط على التكفل، بل تشمل الوقوف عند مشاكل هذه الفئة مثل العنف ضد المرأة المعاقة ووضعية المعاق نفسيا. وأشارت جوديت هومان إلى أنها عرضت على الجزائر التجربة الأمريكية بهذا الخصوص، حيث اقترحت وضع نظام الاستمارات الذي يتضمن أسئلة وأجوبة لفائدة الأشخاص المعاقين من أجل التعرف على حاجيات هذه الفئة. وعن مدى اطلاعها على وضعية الأشخاص المعاقين بالجزائر، قالت المستشارة إنها التمست إرادة كبيرة لدى الحكومة الجزائرية للتكفل بهذه الفئة، مشيرة إلى أن الجزائر وضعت ميزانية خاصة وتنفق أموالا من أجل تحقيق وتحسين وضعية الشخص المعاق. وأشارت جوديت في هذا الإطار إلى أن وزارتها ستقوم بتكوين بهذا الخصوص بالجزائر لصالح الجمعيات المدنية المهتمة بحقوق الأشخاص المعاقين، كاشفة أن أول دورة تكوينية ستكون الشهر المقبل. وتندرج زيارة المسؤولة الأمريكية إلى الجزائر، في إطار جولة إلى المنطقة استهلتها بتونس قبل حلولها بالجزائر، لتتجه بعد ذلك الى كل من الأردن وقطر.