استمتع جمهور غفير من العائلات بقاعة بلدية براقي "العاصمة"، بعرض مونولوغ "جن وبلعطوه" للمؤلف يوسف تعوينت ومن إخراج وأداء العمري كعوان، وذلك في رابع أيام الدورة الثامنة ل"المونولوغ" التي تنظمها جمعية "مسرح الغد" لبراقي ككل سنة إحياء لليالي رمضان بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية الجزائر وبلدية براقي. وتهدف التظاهرة إلى صناعة أجواء مسرحية فكاهية بهيجة وعرفت توافدا غفيرا للجمهور الذي اختار المسرح قبلة له لسهرات رمضان دون أماكن أخرى، من أجل حضور العروض التي برمجت خلال التظاهرة والتي تنوعت بين التنشيط والألعاب السحرية وعروض المونولوغ. ونزل الكوميدي "سليم الفهامة" ضيفا على جمهور براقي وقدم عرضا تنشيطيا فكاهيا اختار إشراك الأطفال فيه تنوع بين الغناء والنكت كما تعود عليه الجمهور، ادخل بها البهجة والسرور إلى الأطفال، رفقة الفنان المعروف ب"عماد خدم راسك" الذي قدم للجمهور باقة من ألعاب خفة شيقة. ومن جهته، قدم الممثل العمري كعوان أمام جمهور غفير عرض "جن وبلعطوه" تناول من خلاله سيرة شاب جزائري طموح كان يحمل منذ طفولته حلم وأمل أن يصبح برلماني أو شخصية سياسية تستفيد منه الدولة والمجتمع، إلا أن ظروف الحياة التي عاش فيها ارتأت عكس ذلك، حيث أن الشاب الذي جسده الممثل على أنه "جن" نظرا لذكائه وطموحه القوي، كان يعيش في عائلة كثيرة العدد وفقيرة؛ حالها حال الكثير من العائلات الجزائرية التي عانت مشكل الفقر والضيق، عاش حياة يائسة، ولكن رغم ذلك كان يجتهد من أجل بلوغ هدفه.. وبعد حصوله على شهادة البكالوريا التي لم يتقبلها أهلها بسبب خوفهم من مصاريف دراسته الجامعية، سرد الممثل مشوار الشاب الجامعي مع مشاكل الإقامة في الأحياء الجامعية وصعوبة التأقلم معها، مما دفعه إلى البحث عن أعمال بسيطة من أجل محاولة تدبر أمره وأمور مصاريفه الجامعية لينخرط في عدد من الأحزاب السياسية كناشط في الحملات الانتخابية ولكنه يفشل بسبب نفاق ممثلي الأحزاب وعدم اعترافهم بما قدمه لهم بعد توليهم المناصب السياسية. وبعد تحصله على شهادة الماجستير وتعبه في البحث عن منصب شغل محترم دون جدوى قام بالهجرة الغير لشرعية ليذوق مرارة العيش في الغربة، ولكن في الأخير وحنينا وحبا له للوطن اختار العودة إلى الديار ومواصلة مسيرته النضالية لتحقيق حلمه رغم صعوبة ذلك. وقد لقى العرض استحسان وتجاوب الجمهور الذي تبعه بكل تمعن وصفق له كثيرا. من ناحية أخرى، سيكون الممثل حكيم دكار على موعد مع جمهور براقي خلال السهرة الخامسة للتظاهرة في حفل الاختتام الذي من المنتظر أن يعرف تكريم عدد من الوجوه المسرحية الشابة كما تعودت جمعية مسرح الغد كل سنة على الاعتراف بمجهودات رجال المسرح وتقدير ما يقومون به خدمة للفن الرابع، حيث ستكر كل من ياسين زايدي، حسان زراري، وعثمان بن داود.