عدد المتطرفين الذين اقتحموا الأقصى بلغ 256 وكان من بينهم وزير أسدانت كل من جامعة الدول العربية والأردن اقتحام عناصر من الشرطة الإسرائيلية، ومجموعة من المستوطنين والمتطرفين اليهود، باحات المسجد الأقصى المبارك. وقال السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد للجامعة ورئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، في تصريحات للصحفيين بمقر الجامعة في القاهرة إن "الجامعة العربية تتابع هذه الاقتحامات المتكررة منذ مدة طويلة، حيث شهدت الشهور الثلاثة الماضية اقتحامات مماثلة". ووصف صبيح الهجوم على الأقصى ب"الأمر الخطير، وبأنه "يتم بحماية الأمن ومشاركة مسؤولين إسرائيليين من داخل الحكومة وتحت حماية المخابرات، حيث قاموا بخلع أحد أبواب المسجد الأقصى، ووصلت انتهاكاتهم إلى حد ضرب السيدات والأطفال، ولم يراعوا أي حرمة للمقدسات في المنطقة لمسلمين أو لمسيحيين". وشدد السفير على أن الجامعة العربية ودولها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التحضير والترتيب لإقامة "الهيكل المزعوم". ومن جانبها، أدانت المملكة الأردنية اقتحام المسجد الأقصى، وطالبت إسرائيل بتحمل مسؤولياتها، باعتبارها "القوة القائمة بالاحتلال". وأضاف بيان رسمي، بثته وكالة الأنباء الأردنية على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، أن "انتهاك قدسية المسجد الاقصى المبارك، والاعتداء على حراسه وعلى المصلين، هو انتهاك لمشاعر جميع العرب والمسلمين، ومن شأنه أن يؤدي إلى مزيد من مشاعر العداء". وكان حراس المسجد الأقصى والمرابطون قد تصدوا صباح أمس، لاقتحام نفذه مستوطنون على رأسهم وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل، في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل". وأسفرت المواجهات عن إصابة عشرات الحراس والمصلين بالرصاص المطاطي، ووقوع حالات اختناق جراء الغاز المدمع. وقال مدير المسجد المبارك عمر الكسواني إن أعدادا كبيرة من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة اقتحمت الأقصى صباح أمس، وأطلقوا القنابل الصوتية والغازية والرصاص المطاطي تجاه مئتي معتكف، كما قاموا بمحاصرة المسجد القِبلي وإغلاقه. ووفق الكسواني فقد وصل عدد المتطرفين الذين اقتحموا الأقصى إلى 256 متطرفا كان من بينهم الوزير أرئيل، وقال "هؤلاء المتطرفون لا يدخلون زائرين كما تدعي السلطات الإسرائيلية وإنما لاستفزاز مشاعر المسلمين ولفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، ممارسين صلوات تلمودية ودعوات لإخراج المسلمين وتخصيص أماكن وأوقات لهم بداخله". وقد قابل المرابطون الاقتحامات بالتكبيرات والهتافات المناصرة للأقصى. وتقول المُسنة أم خالد التي جاءت إلى القدس من مدينة عكا للجزيرة نت "لم يسمحوا لي بالدخول واعتدوا علي بالضرب رغم كبر سني، ومع ذلك سأتوجه للأقصى يوميا لأنه رمز المسلمين وعنوانهم، وإذا فقدناه سنفقد عقيدتنا، وأسأل الله أن يحيي الإسرائيليون العام المقبل خراب دولتهم وليس فقط خراب هيكلهم كما يدعون". وتوجه المواطن المقدسي أبو عزام الرازم لأداء صلاة الفجر بالأقصى، لكنه تفاجأ بأنه مغلق أمامه، وقال "ليس لهم هيكل ولا حق بالأقصى، لكنهم يقومون بهذه الاقتحامات تمهيدا للسيطرة على الأقصى بشكل كامل وتقسيمه كما حصل بالحرم الإبراهيمي في الخليل". من ناحية أخرى، وبعد أن انتشرت تسجيلات مصورة ليهود متطرفين في البلدة القديمة بالقدس المحيطة بالمسجد الأقصى وهم يهتفون بعبارات مسيئة للرسول محمد، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت أليوم، مستوطنا تم التعرف عليه من خلال شريط الفيديو. وكانت وسائل إعلام مختلفة نشرت مقطع فيديو، يظهر شابا يهوديا وهو يهتف في أرجاء البلدة القديمه بعبارات مسيئة للرسول محمد. وقال بيان للمتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري، إنه تم صباح الاثنين، اعتقال المشتبه به بعد التعرف علية من قبل أفراد الشرطة، "في ساحات حائط المبكى وتمت إحالته للتحقيق".