انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، من ساحات المسجد الأقصى المبارك، ظهر الأحد، مخلفة دماراً كبيراً، فيما أصيب 17 فلسطينياً، وأربعة من أفراد شرطة الاحتلال. وقال رضوان عمرو، وهو أحد موظفي المسجد، في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول للأنباء، إن قوات الشرطة انسحبت ظهر اليوم، تاركة "دماراً كبيراً في المسجد وساحاته". وأضاف عمرو: "لقد تم اقتلاع بوابة المسجد الثالثة بالكامل، كما أصيبت بوابات أخرى بأضرار". وذكر أن المواجهات أسفرت عن تحطيم نظام الإطفاء الموجود في المسجد بالكامل. وقال شاهد عيان، إن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال، لازالت تنتشر على بوابات المسجد، وتمنع العشرات من دخوله. وأضاف إن "التوتر يسود المسجد الأقصى، حيث يخشى المرابطون من عودة المستوطنين لاقتحامه بعد صلاة الظهر". وقال عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى للأناضول، إن عدد المصابين، بالاختناق والرضوض جراء الاعتداء عليهم بالضرب بلغ 17 فلسطينياً، بينهم خمسة من حراس المسجد، واصفاً جراح أحدهم بأنها "صعبة". وأضاف الكسواني، إن نحو 120 من المستوطنين اقتحموا المسجد على دفعات، يتزعمهم وزير الزراعة أوري أرئيل. من جانب آخر، أعلن مصدر في شرطة الاحتلال لإذاعة الجيش، أن أربعة جنود أصيبوا خلال المواجهات مع الفلسطينيين المرابطين في المسجد. وأضاف المصدر: "نجحت الشرطة في اعتقال ثلاثة فلسطينيين، شاركوا في المواجهات ضد الشرطة". واقتحم المستوطنون بحراسة الشرطة المسجد اليوم (الأحد)، للاحتفال بذكرى ما يُطلق عليه اليهود "خراب هيكل النبي سليمان"، وبناء المسجد الأقصى على أنقاضه، على حد قولهم. ونظّم مئات المستوطنين الليلة الماضية مسيرة ضخمة، في القدس، باتجاه بوابات الأقصى، ثم إلى حائط البراق، في ذكرى ما يطلق عليه الإسرائيليون، "خراب الهيكل". ويتعرض الأقصى لاقتحامات شبه يومية يقوم بها مستوطنون تحت حراسة من قوات جيش الاحتلال، ما يثير حفيظة الفلسطينيين، ويسفر أحياناً عن اندلاع مواجهات بين الطرفين.
* ردود فعل الفصائل الفلسطينية وفي قطاع غزة، نددت فصائل وقوى فلسطينية، باقتحام المستوطنين والشرطة الإسرائيلية للمسجد. وطالبت في بيانات منفصلة، اليوم الأحد، "المجتمع الدولي بالتدخل العاجل، لوقف مسلسل الانتهاكات والجرائم بحق المقدسات الإسلامية". وقالت حركة فتح في بيان لها، إنها "توجه نداءها لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، وبشكل خاص ممن يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى بضرورة شد الرحال إليه لحمايته من عمليات الاقتحام". أما حركة "حماس"، فقد حذرت في بيان لها من مغبّة الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، ولفتت إلى أن إمعان المستوطنين في اقتحام المقدسات الإسلامية يزداد في ظل ما وصفته بالصمت الدولي والعربي. بدورها دعت حركة الجهاد الإسلامي، إلى "هبة جماهيرية فلسطينية، من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى، والتصدي لمحاولات اقتحامه". ومن جهتها دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (تنظيم يساري)، جماهير مدينة القدس وشبابه إلى استمرار التصدي لمحاولة ما وصفته بتدنيس المقدسات.