استهل الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم، زيارة رسمية إلى إثيوبيا في أول رحلة يقوم بها رئيس للولايات المتحدة إلى ثاني أكثر دولة اكتظاظاً بالسكان في القارة الأفريقية. وباستثناء بعض الصور والأعلام الأميركية على الطريق المؤدية إلى المطار، خلت العاصمة أديس أبابا من مظاهر "الشغف بأوباما" كما حصل في كينيا في أول زيارة لمسقط رأس والده. وسيعقد أوباما -الذي وصل إلى أديس أبابا في جو ماطر في وقت متأخر أمس الأحد قادماً من كينيا- مباحثات مع الحكومة الإثيوبية التي تُعد حليفاً إستراتيجياً رئيسياً ،لكنها مثار انتقاد شديد بسبب سجلها في الديمقراطية وحقوق الإنسان. وسيلقي الرئيس الأمريكي كلمة أمام قادة أفارقة في مقر الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية تتناول -بحسب وكالة الأنباء الفرنسية- الحرب الأهلية المستعرة في جنوب السودان في مسعى لحشد دعم أفريقي توطئة للقيام بعمل حاسم ضد قادة هذه الدولة الوليدة الذين يرفضون الانصياع إلى تحذير أخير بضرورة وضع حدٍّ للمجازر التي تُرتكب هناك وذلك بحلول منتصف أوت. كما سيركز أوباما خلال زيارته على مكافحة ما يسمى الإرهاب ولا سيما بعد أن فرضت إثيوبيا نفسها حليفاً قوياً في محاربة حركة الشباب الإسلامية من خلال مشاركتها بفرقة من أربعة آلاف عنصر في قوات الاتحاد الأفريقي "أميصوم" المنتشرة في الصومال حيث تؤمن الدعم للقوات المحلية الضعيفة. وأشادت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما بما وصفتها "الزيارة التاريخية" لأوباما، معتبرة إياها "خطوة عملية لتوسيع وتعميق العلاقة بين الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة". وتأتي الزيارة إلى إثيوبيا بعد شهرين على انتخابات شهدت فوز الائتلاف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء هايلي مريام ديسيلين بمقاعد البرلمان بنسبة 100%. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أشارت في تقريرها السنوي الصادر في جوان بشأن حقوق الإنسان في إثيوبيا إلى "القيود على حرية التعبير" و"مضايقة وتخويف أعضاء المعارضة والصحفيين" بالإضافة إلى "محاكمات سياسية".