واشنطن تعين مبعوثا جديدا إلى دمشق كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الاتفاق التركي الأمريكي للقضاء على داعش من شمال سوريا، لم يتضمن حظرا جويا على طيران رئيس النظام السوري "بشار الأسد". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وأتراك قولهم، إن الخطة التي اتفق عليها مسؤولون في البلدين، تنص على القضاء على التنظيم في المنطقة الشمالية السورية بطول 60 ميلا على الحدود مع تركيا، حيث تهدف إلى إنشاء منطقة خالية من داعش بطول هذه المسافة ويمكن أن تكون تلك المنطقة أيضا "آمنة" للنازحين السوريين. وترتكز الخطة على القيام بعمل عسكري تركي أمريكي مكثف، بالتنسيق مع المسلحين السوريين على الأرض، للقضاء على داعش، وفق مسؤولين أمريكيين كبار اطلعوا على المحادثات. وقال مسؤول كبير في إدارة أوباما، وفق الصحيفة، إن "الهدف هو إقامة منطقة خالية من داعش وضمان أكبر من الأمن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سوريا"، مشيرا إلى أن التفاصيل الدقيقة للعملية ما زال العمل جار عليها. وقالت الصحيفة، إن الخطة الجديدة تواجه نفس التحديات التي لاقتها واشنطن في سوريا في وقت سابق، فبينما تركز الإدارة الأمريكية على القضاء على داعش ينصب تركيز الأترك والمقاتلين السوريين على سبل هزيمة بشار الأسد. وعلى صعيد آخر، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، على تضامن الناتو القوي مع تركيا، وذلك قبل بدء مشاورات بطلب من أنقرة لمناقشة الحملة العسكرية التركية على تنظيم "داعش" والناشطين الأكراد في سوريا. وفي بداية اجتماع سفراء الدول ال28 الأعضاء في الناتو أمس ، قال ستولتنبرغ إن الحلف "متضامن بقوة" مع السلطات التركية في مواجهة "أعمال الإرهاب المرعبة"، وعدم الاستقرار على حدود البلاد الجنوبية.وأردف ستولتنبرغ قائلا إن الحلف "يتابع التطورات بشكل وثيق جدا ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا"، مشيرا إلى أن الاجتماع الطارئ "فرصة للتصدي لعدم الاستقرار على أبواب تركيا وعلى حدود الحلف". كما شدد أمين العام الحلف على أن "الإرهاب بكل أشكاله لا يمكن تبريره أو التسامح معه"، قبل أن يقدم تعازي الناتو "للحكومة التركية ولعائلات الضحايا الذين طالتهم هذه الأعمال الإرهابية البشعة..". ودعت تركيا، إلى مشاورات مع حلفائها بعد هجوم سوروتش الدامي، الذي نسبته إلى تنظيم "داعش"، وهجمات نفذها حزب العمال الكردستاني واستهدفت شرطيين وجنودا أتراكا. وتلقى العمليات التركية دعم فرنسا التي عبر رئيسها فرنسوا هولاند في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن "الشكر على العمل القوي التي تقوم به تركيا ضد داعش وعلى تعزيز التزامها إلى جانب التحالف" الدولي. من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس، عن تعيين مايكل راتني مبعوثا أمريكيا خاصا جديدا إلى سوريا، ليكون ثالث مبعوث أمريكي منذ بدء الثورة السورية عام 2011، وذلك خلفا لدانييل روبنشتاين الذي رشحه الرئيس باراك أوباما لقيادة البعثة الدبلوماسية الأمريكية إلى تونس. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بيان إن راتني -الذي يتقن اللغة العربية وكان قنصلا عاما سابقا في القدس ودبلوماسيا في العراق ولبنان والمغرب وقطر- قد عُين "موفدا خاصا للولايات المتحدة إلى سوريا". وشجع كيري الموفد الجديد على "مواصلة العمل المهم الذي بدأه سلفه ليوضح رؤيتنا للنزاع المعقد والمدمر في سوريا". وأضاف أن واشنطن ما زالت ملتزمة بالتوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية من خلال التفاوض، بحيث لا يكون لرئيس النظام السوري بشار الأسد دور فيها، وتعمل على إنهاء "التهديد المشترك للإرهاب" عن طريق دعم "المعارضة المعتدلة". وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن راتني سوف يسافر إلى المنطقة قريبا ليبدأ مشاوراته مع السوريين وأطراف أخرى ذات علاقة للبحث عن نهاية للعنف، وللوصول إلى مستقبل من الحرية والكرامة لجميع السوريين، حسب قوله.