برأ الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، نفسه من الفتاوى التي ألصقت به بخصوص اتخاذ بعض الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية فتواه تحليل العمليات الاستشهادية بالمتفجرات في فلسطين، ذريعة لأفعال إجرامية في الجزائر وباقي الدول العربية، مؤكدا في بيان له نفيه القاطع للأنباء المتداولة بشأن إجازته للعمليات الانتحارية في مصر حاليا أو في الجزائر سنوات التسعينيات، مؤكدا أنه يحل ذلك فقط للفسطنيين في مقاومتهم للعدوان الإسرائيلي في حالة لم يكن للمستشهد أي وسيلة لرد الاعتداء سوى تفجير نفسه فهو شهيد، حسب الداعية الإسلامي. وذكر القرضاوي الذي يحمل أيضا الجنسية القطرية، أن حكم العمليات الاستشهادية كان قد فصله في كتابه (فقه الجهاد)، و نبه فيه قائلا: "أننا أجزنا هذه العمليات للإخوة في فلسطين لظروفهم الخاصَّة في الدفاع عن أنفسهم وأهليهم وأولادهم وحُرماتهم، وهي التي اضْطرَّتهم إلى اللجوء إلى هذه العمليات، إذ لم يجدوا بديلًا عنها، ولم نُجز استخدام هذه العمليات في غير فلسطين لانتفاء الضرورة الموجبة أو المبيحة، وقياس البلاد الأخرى على فلسطين، كالذين يستخدمون هذه العمليات ضدَّ المسلمين بعضهم وبعض، كما في الجزائر ومصر واليمن والسعودية والعراق وباكستان وغيرها؛ هو قياس في غير موضعه، وهو قياس مع الفارق، فهو باطل شرعًا". وكان القرضاوي قد أدان التفجيريين الإنتحاريين للقاعدة في الجزائر سنة 2007 في برقية الى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا "أن تلك التفجيرات سقط فيها العشرات من الأبرياء، الذين لم يرتكبوا ما يوجب إهدار دمائهم. ونعتبرهم شهداء عند الله، فقد قتلوا مظلومين"، منكرا "أن يتم قتل الناس بالجملة باسم الإسلام، وتحت عنوان الجهاد"، مشيرا إلى أن فتواه حول العمليات الاستشهادية في فلسطين، لم تكن رأيه وحده، بل معه عشرات العلماء الأثبات، منهم شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي وصف هذه العمليات بأنها "دفاع عن النفس ونوع من الشهادة؛ لأن جزاء سيئة سيئة مثلها، وما تقوم به إسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية يدفع أي مسلم للانتقام والدفاع عن النفس... من فجَر نفسه في عدو من الجيش الإسرائيلي لرد اعتدائه، ولم يكن له وسيلة لرد الاعتداء سوى تفجير نفسه فهو شهيد، شهيد، شهيد"، وإن قيل إنه رجع عن موقفه بعد ذلك لأمور لا تخفى.