تنظم كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة محمد الشريف مساعدية سوق أهراس ملتقىا وطنيا حول "مسألة الهوية الثقافية في المجتمع الجزائري بين الواقع والتحديات"، وذلك يومي 20-21 أفريل القادم. وجاء في إشكالية الملتقى أن الهوية الثقافية والاجتماعية روح تنبض وتاريخ يبنى وعنوان للذات تميزها في علاقتها مع بقية الكيانات الاجتماعية. فلكل مجتمع هوية تلخص تجارب الذوات الفردية والجماعية المشكلة له في نضالها المستمر والمتواصل لشق الطريق للتقدم والرقي في ظل التناقضات الثقافية التي تفرضها التوازنات الدولية والصراعات الحضارية. ومع تنامي مجتمعنا الجزائري على ضوء التطورات السياسية والاقتصادية المحلية والعالمية المعقدة والمتشابكة، أصبح لزاما على المثقفين إعادة طرح موضوع الهوية الثقافية وتجاوز المظاهر المادية لتجليات الذات التي لا تشكل مفصلا جوهريا في تاريخ الشعوب ومصيرها بقدر الدور الذي تلعبه الجوانب الثقافية المتأصلة في عمق التاريخ السياسي والاجتماعي لبلدنا. وأوضحت الإشكالية أنه لا يمكن لمجتمع ما أن يحدد مكانة له في التاريخ أن لم يكون صورة واضحة المعالم عن كيانه الاجتماعي والثقافي اذ يشير المفكر العربي برهان غليون في نفس السياق إلى أنه لا تستطيع الجماعة أو الفرد انجاز مشروع مهما كان نوعه أو حجمه، دون أن تعرف نفسها وتحدد مكانها ودورها وشرعية وجودها كجماعة متميزة، فقبل أن تنهض لا بد لها أن تكون ذاتا. ومن هذا المنطلق، لا يمكن الحديث عن الهوية في المجتمع الجزائري دون الاشارة الى جملة من القضايا المحورية والمصيرية في تاريخه، لاسيما في ما يرتبط بعلاقته بقيم الدين الإسلامي في ظل الانتماء الإثني والجغرافي المقرر تاريخا، إضافة للبعد الاستعماري الفرنسي على وجه الخصوص وما خلفه من خدوش عميقة تطرح عدة إشكالات معرفية وسياسية في مجال التفكير في رسم العلاقة معه على المستوى الإيديولوجي أو اللغوي أو التاريخي. كما يقترض أن تستمد الهوية الثقافية في المجتمع الجزائري مقوماتها من العنصر الشبابي، وفلسفة تنشئة وتربية جيلا يلخص المشروع النهضوي والتنموي في البلد في شتى مجالاته، ما يطرح بشدة قضية مؤسسات التنشئة الاجتماعية وعلى وجه الخصوص مؤسستا الأسرة والمدرسة ودورهما في صقل هوية الأجيال المتلاحقة على ضوء التفاعلات المحلية والدولية وإيجاد التوازن بين عناصر التقدم ومقومات الشخصية القاعدية، سواء في المشهد المجتمعي المحلي أو العربي أو العالمي. من ناحية أخرى، يناقش الملتقى عدة محاور من بينها "الهوية: إشكالية المفهوم وأطر التحليل، البعد السوسيو-تاريخي في مسالة الهوية في الدولة الجزائرية المستقلة، الهوية والتجاذبات الدينية في المجتمع الجزائري، تمثلات الهوية في الأدب الجزائري"، إلى جانب إشكالية الهوية في البرامج السياسية و الاستراتيجيات التربوية في الجزائر، والإعلام والهوية، والعولمة والشباب وإشكالية الهوية في الجزائر.