دعت الحكومة الجزائرية، أمس، فرقاء الأزمة الليبية ،للتعجيل بالحل السياسي والإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تحفظ سيادة ليبيا وسلامتها الترابية. وأكدت الحكومة أن "الاحتقان الأمني المتزامن مع التصعيد الإرهابي يشكل تهديدا حقيقيا لأمن كامل المنطقة". وذكر بيان لوزارة الشؤون الخارجية وصلت "البلاد" نسخة منه أمس، أن الجزائر"تدين بشدة الاعمال الارهابية بسيرت التي خلفت عدة ضحايا. وقد يؤدي تدهور الوضع الأمني في هذه المدينة بهذا البلد المجاور والشقيق إلى حالة من الفوضى، مما قد يشكل تهديدا حقيقيا بالنسبة لأمن كامل المنطقة". وأضاف البيان أن "الجزائر التي ما فتئت تعمل من أجل تطابق وجهات النظر بين كافة الأطراف الليبية عدا الجماعات الارهابية المعروفة بهذه الصفة- تجدد نداءها العاجل من أجل وضع حكومة وحدة وطنية في ليبيا قادرة على حفظ الوحدة الوطنية والسلامة الترابية وسيادة ليبيا وكذا تلاحم الشعب الليبي الشقيق قصد رفع التحدي الأمني". وأكد المصدر أن "الجزائر تبقى واثقة بأن هذا الحل السياسي التوافقي يمثل الحل السلمي الوحيد للأزمة في ليبيا". كما جاء في بيان وزارة الشؤون الخارجية أن "الجزائر التي تدعم جهود الأممالمتحدة تشجع مجددا الأشقاء الليبيين الذين لديهم القدرات والارادة السياسية وحس المسؤولية العالي على مضاعفة الجهود من أجل انجاح مسار المفاوضات بين الليبيين لصالح ليبيا والشعب الليبي الشقيق والمنطقة ككل". وتنادي الحكومة الجزائرية بضرورة تطبيق الاتفاق المقترح من طرف منظمة الأممالمتحدة وأهمية استعجال المفاوضات حول المحاور التي من شأنها مرافقة هذا الاتفاق تحسبا لتشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة لتسيير المرحلة الإنتقالية في ليبيا. وسبق للحكومة أن دعت الفرقاء في حال فشل المفاوضات إلى "تحديد المسؤوليات واتخاذ العقوبات ضد أولائك الذين يعرقلون مسار المفاوضات طبقا لتوصيات الأممالمتحدة". ودفعت التطورات الأمنية الأخيرة في سيرت الليبية مجلس الجامعة العربية للدعوة لانعقاد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين للدول الأعضاء، غدا الثلاثاء، بناء على طلب من ليبيا لمواجهة المذابح الأخيرة التي ارتكبها تنظيم داعش في سرت. وذكرت الجامعة العربية أن الاجتماع سيبحث كيفية تمكين الحكومة الليبية من مواجهة هذه التحديات، وبسط سيطرتها على كافة الأراضي الليبية وحماية مواطنيها، مضيفاً أن "الجامعة تؤيد السلطات وتساندها فيما تتخذه من إجراءات لمواجهة مثل هذه العمليات الإرهابية، وما ستطلبه من مساعدات خلال الاجتماع مع أشقائها العرب، لتمكينها من مواجهة مثل هذه التهديدات الخطيرة وبسط سيطرتها على كامل الأرضي الليبية وحماية مواطنيها".