مصالح الأمن تحقق في إمكانية تهريب رؤوس مريضة داخل البلاد كشف مصدر وزاري مطلع عن تحقيقات داخلية تقوم بها حاليا وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري حول عودة وباء الحمى القلاعية بعد تسجيل حالات جديدة في بعض ولايات الوسط على غرار تيزي وزو والبويرة، حيث تشير المصادر في هذا الإطار إلى حالة الطوارئ التي تعيشها المصالح البيطرية لبعض ولايات الوسط التي تلقت تحذيرات من المصالح الوزارية بالتأكد من عودة انتشار الوباء الذي قضى على أكثر من 6 آلاف رأس من البقر العام الماضي بعد انتشار المرض انطلاقا من أبقار أدخلت الى الجزائر عن طريق التهريب من تونس الى منطقة بئر العرش بولاية سطيف لتنتشر بعدها عبر الوطن. وحسب ما استقته "البلاد" من معلومات فإن الوزارة الوصية رفعت حالة تأهب قصوى في الأيام الماضية استعدادا لاحتمال انتشار الوباء من جديد، حيث قامت بتقديم طلبيات لاستيراد المزيد من جرعات اللقاح الخاص بالوباء خلال الفترة القادمة التي تسبق عيد الأضحى المبارك خاصة أن الفترة نفسها من السنة الماضية شهدت نفوق 2500 رأس من البقر وتسجيل حالات غير مؤكدة في رؤوس الأغنام، وهو ما نفته وزارة الفلاحة بعد ذلك، في حين كان بعض الموالين قد أكد إصابة بعض رؤوس الأغنام بالمرض. بالمقابل فتحت المصالح الأمنية تحقيقا في إمكانية تهريب رؤوس مصابة بالوباء الى البويرة وبعض مناطق الوسط بناء على طلب وزارة الفلاحة بإجراء تحقيق أمني حول انتشار المرض خاصة أن هذه الأخيرة ترفض الى حد الساعة الكشف عن نتائج التحقيقات التي اجريت العام الماضي وعن المسؤول عن دخول هذا المرض الى الجزائر بعد أن سجلت قضية ضد مجهول أمام مصالح العدالة. وهدد وزير الفلاحة والتنمية الريفية جميع المتورطين بإنزال أقصى العقوبات ضدهم، في وقت لاتزال فيه الوزارة تعمل على القضاء على البؤر التي انتشر فيها الوباء خلال هذه السنة على غرار ولاية البيض بحملات تحسيسية تشجع الفلاحين على الإبلاغ في حال أصابة ابقارهم بالمرض خاصة أن هؤلاء لم يتلقوا الى حد الساعة التعويضات التي وعدت بها الوزارة بعد فقدانهم العديد من الرؤوس السنة الماضية. وعادت واردات الجزائر من الماشية الحية وخاصة رؤوس الأبقار خلال الفترة الأخيرة الى الارتفاع مجددا بالمقارنة مع الفترة السابقة حيث وصل المتوسط السنوي لأبقار الحية المستوردة بين 6 و8 آلاف رأس والتي تؤكد المؤشرات أنها ستعرف ارتفاعا خلال الفترة المقبلة، في وقت يؤكد فيه الأخصائيون والبياطرة أن الجزائر بحاجة إلى حوالي سنتين لاسترجاع الثروة الحيوانية المفقودة منذ بداية انتشار مرض الحمى القلاعية بعد ذبح ما يقارب 2500 رأس بقر منها 1000 أنثى أن تم تعويض العدد المفقود من الإناث للتكاثر خاصة أن مدة حمل الأبقار تقارب 9 أشهر.