تعتقد الشاعرة اللبنانية نسرين ياسين بلوط التي وقعت ديوانها ''أرجوان الشاطيء'' بجناح ''منشورات الاختلاف'' في صالون الكتاب، أن المجتمع العربي لا يزال في سنة 2010؛ ذكوريا بامتياز، في ظل سطوة الرجل وتمتعه بحرية كاملة غير منقوصة في التفكير والعمل والعيش، بينما تبقى المرأة تساق كالبهيمة إلى بيت زوجها مسلوبة الإرادة والتفكير وإبداء الرأي. وتتصور محدثتنا، أن المجتمعات العربية تنحاز للرجل دوما وتنتصر له ظالما أو مظلوما، ولهذا ''عملت في كتاباتي على انتقاد هذا الواقع، وطالبت دوما بضرورة تحرير المرأة من مختلف القيود التي تأسر تفكيرها وحركتها، داعية إلى المساواة بينها وبين الرجل خصوصا أنها تمتلك فكرا وثقافة مثل الرجل.. بل تتفوق عليه في كثير من الأحيان''. وتؤكد الشاعرة نسرين أن كتابة المرأة تركز دوما على تلك ''الحروب'' في سبيل التخلص من عبء التقاليد الشرقية البالية، وصراعها الأبدي مع الرجل، غير أنه بإمكانها تجاوز هذه الحدود والولوج إلى فضاءات أخرى تكتب عنها كالسياسة والاقتصاد وغيرها ''بالنسبة لي لم أرد تسييس كتاباتي كثيرا، ذلك أنه لا يمكنك في لبنان الدخول إلى دهاليز السياسة الداخلية.. ولذلك فضلت الكتابة عن العدوان الإسرائيلي''. من ناحية أخرى، اعترفت نسرين بأن القصيدة الشعرية فقدت سمعتها أو الإقبال عليها في عصرنا هذا تاركة المجال أمام مختلف أشكال التعبير الأخرى كالرواية التي بقيت محتفظة برواجها لدى المجتمعات الحديثة كونها تتحول في كثيرا من الأحيان إلى أعمال سينمائية ومسلسلات، رغم أن القصيدة تمتلك أيضا تأثيرا يكون أقوى من الرواية، مضيفة في ذات السياق، أن الرواية اللبنانية تأخرت في الظهور، عكس الشعر، وذلك لأن صناعة الفن في هذا البلد عرفت تأخرا أيضا، حيث لم يكن الإقبال كبيرا على فنون الإخراج والسينما وغيرها. وكشفت صاحبة ديوان ''أرجوان الشاطيء'' أنها عاشت لفترة طويلة في كندا، أين عملت كمراسلة صحفية لجريدة ''النهار'' اللبنانية، وكاتبة في العديد من المجلات العربية الصادرة هناك ك''المهاجر'' و''المغترب''، كما كتبت العديد من أعمالها في كندا. وفي هذا الإطار، تؤكد محدثتنا أن ''أدب المهجر''، يجمع دوما بين الهويتين، العربية التي تعتبر الأصل، وهوية بلد الغربة الذي يحاول الكاتب فيه رسم الصور التي يشاهدها هناك ومناظر الاغتراب، على حد تعبيرها.