محمد أحمد عبد الخالق، شاب بعمر 30 سنة، يعيش بمنزل أسرته بقرية "ميت رهينة" التابعة للبدرشين في مصر، ويعمل موظفاً بنقابة المهن التطبيقية. هو أكبر 3 أشقاء أحدهم يعمل بمحافظة الدقهلية، والآخر يعمل في شركة سياحية، يقضى كل منهما يومين في المنزل، ثم يعودان لمباشرة أعمالهما.. لم يسلم الأشقاء الثلاثة من ألسنة الناس في المجتمع الريفي الذي يعيشون فيه بسبب والدتهم الموظفة. الأم «نادية محمد محمد عبد الخالق» 53 سنة، الموظفة بالإدارة الزراعية بالبدرشين، انفصلت عن زوجها، ابن عمها، بعد زواج دام أكثر من 20 عاماً نتج عنه الأبناء الثلاثة.. لم تأل جهداً فى تربيتهم والعناية بهم، إلا أنها ظلت طيلة هذه الفترة، تفتقد الإحساس بوجود رجل فى حياتها، حتى وجدت ضالتها فى زميلها بالعمل ابن إحدى القرى المجاورة، وتزوجا سراً منذ 8 سنوات بموجب عقد عرفي.. ظلت ألسنة أهل قرية «ميت رهينة» تلوك سيرتها وسمعتها.. ولم تمتثل لأبنائها الذين طلبوا منها التخلي عن زواجها، وكذلك أسرة زوجها، ضاربة توسلاتهم عرض الحائط حتى كانت النهاية التي خططها لها نجلها «محمد». طالما عارض شقيقا «محمد»، خطة التخلص من والدتهم، كثرت بينهم الجلسات لوضع حد لما وصفوه ب«العار» الذى لحق بهم نتيجة زواج والدتهم سراً.. لطالما كان «محمد» إنساناً مسالماً، وانطوائياً بطبعه، ليس من عتاة الإجرام ولم تُسجل ضده أي سابقة أو نشاط إجرامي، يومه طبيعي يتوجه إلى مقر عمله بالنقابة ويعود إلى منزله مساء كل يوم، لا ينغص عليه حياته سوى سمعة والدته، ولم يهده تفكيره إلى التخلص منها إلا بعد استنفاد جميع السبل معها، في محاولة لإثنائها عن الطريق الذي أصرت على اختياره. وفي وقت صلاة المغرب، دخل «محمد» إلى المنزل، وبحث بداخله.. شقيقاه لم يكونا موجودين داخل المنزل، أحدهما بعمله في الدقهلية والآخر في شركة سياحية، فترات عملهما لم تنته بعد.. بدأت الفكرة تختمر فى ذهن الشاب الثلاثينى، بطبيعة المنازل فى القرى لا تخلو من أدوات الزراعة.. أحضر فأساً من إحدى الغرف بالمنزل. وجلس برهة تتنازعه مشاعر متباينة.. فهى الأم الحنون التى ربت وتعبت وسهرت الليالى من أجله وشقيقيه ورعتهم واهتمت بهم، وكانت سبباً فى سعادتهم، وهى ذات السبب فى تعاستهم وجلب عارٍ لا تمحوه السنون فى بلد ريفى يعرف كل مواطنوه أسرار الآخرين.. لم يطل التفكير كثيراً.. كان القرار حاسماً وسريعاً.. تجول بخاطره نظرات بنى قريته.. حزن على ما سيفعله وندم مُسبق.. وفرح بالتخلص من العار.. حتى كانت النهاية. توجه «محمد» إلى والدته حيث استيقظت منذ قليل من قيلولة اعتادت عليها يومياً.. أجهز عليها نجلها بالفأس.. وانهال على رأسها من الخلف حتى تأكد أنها لفظت أنفاسها الأخيرة.. ولاذ بالفرار. أحد أشقائه وصل إلى المنزل، فأبصر والدته غارقة فى دمها، وقد لفظت أنفاسها الأخيرة، أسرع إلى قسم شرطة البدرشين للإبلاغ عن الواقعة.. وبعد مطاردة استمرت 6 ساعات تمكنت قوات الشرطة من ضبط المتهم وتبين أن المتهم بالقتل هو نجل الضحية الأكبر قتلها بسبب زواجها بدون علمهم، عقب وفاة والده منذ 8 سنوات، وتم تحرير محضر بالواقعة. وتمت إحالة المتهم للنيابة، وبعد استجوابه لمدة 8 ساعات متواصلة، قرر رئيس نيابة البدرشين، حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة قتل والدته بعد أن هشم رأسها بفأس لزواجها دون علمه، واقتادته النيابة فى حراسة أمنية مشددة إلى مسرح الجريمة، وأجرى المتهم معاينة تصويرية واعترف بالتفاصيل الواقعة، وسجلت النيابة اعترافات المتهم بالصوت والصورة.