أمواج البحر تجرف عدة منازل وتُغرق زوارق في الطارف عائلات مشرّدة وهيئات عمومية مغلقة وطرقات مقطوعة في قلب المدن الأمطار تفضح مشاريع "البريكولاج" وتورّط مسؤولين قبل الشتاء أحدثت الأمطار الغزيرة المتساقطة خلال ال24 ساعة الأخيرة، حالة طوارئ في كل من قسنطينة وباتنة وأم البواقي وخنشلة وڤالمة وسوق أهراس وسكيكدة وعنابة والطارف وميلة وبرج بوعريرج وسطيف والمسيلة، حيث سقط المزيد من القتلى والجرحى وشلت حركة المرور، وتسبب "طوفان الصيف" في انهيار عدة منازل وتضرر جسور ومنشئات عمومية. ويبدو أن مخلفات الفيضانات ستعمق من متاعب السلطات المحلية والمركزية في البلاد، بالنظر إلى حصيلة الخسائر غير المسبوقة في الأرواح والممتلكات في عزّ موسم الاصطياف. وأفاد الملازم أول نور الدين طافر، المكلف بالاتصال بمديرية الحماية المدنية لولاية قسنطينة، التي سجلت بها أثقل حصيلة في شرق البلاد أن ثلاثة أشخاص بمدينة علي منجلي لقوا مصرعهم إثر الأمطار الغزيرة التي تساقطت الإثنين إلى الثلاثاء، حيث غمرت السيول عديد الوحدات الجوارية بعلي منجلي وكذا بالخروب وأحياء المدينة الجديدة ماسينيسا. وأكد المصدر ذاته أنه تم انتشال جثث الضحايا التي من بينها إمرأة تبلغ من العمر 40 سنة تعمل في ورشة خياطة بالطابق السفلي وفتاة تبلغ من العمر 21 سنة تم اكتشاف جثتها على الساعة منتصف الليل و30 دقيقة بنفس الورشة. في حين انتشلت جثة شاب مراهق يبلغ من العمر 16 سنة يحتمل أن يكون قد أصيب بصقعة كهربائية. وقال المتحدث إن هذه الهيئة الإغاثية استنفرت طيلة الساعات الماضية كامل وحداتها اللوجستيكية وكوادرها البشرية لنجدة الضحايا والمساهمة في تفريغ المياه من الشقق والمؤسسات العمومية الغارقة. واعترف المسؤول ذاته، بالصعوبات البالغة التي واجهتها قوات الحماية المدنية التي اضطرت إلى الاستنجاد بوحدات لوجستيكية أخرى من الولايات المجاورة لقسنطينة على غرار ولايتي ميلة وجيجل. وتحولت طرقات المدن والقرى إلى أوحال متراكمة في كل الضواحي. بينما شلت حركة السير بشكل ملفت للانتباه، كما شُلّت الإدارات العامة والهيئات الرسمية وتعطّلت مصالحها بسبب غرقها في المياه الطوفانية والأوحال. وأفاد مسؤول بديوان والي قسنطينة، حسين واضح، أن الأخير ترأس صبيحة أمس اجتماعا لأعضاء الجهاز التنفيذي المحلي وتدارس معهم كيفية التحكم في الخسائر الفادحة التي كلفت بها لجنة محلية لحصرها. وتأثرت المباني العتيقة بشكل كبير بعدما خضعت لعمليات ترميم واسعة كلفت الخزانة العامة مبالغ مالية ضخمة، على هامش التحضير لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015" . أما بمدينة الخروب، فقد غمرت سيول الأمطار كل من مقر الخطوط الجوية الجزائرية بحي 1013 سكنا وحي 250 سكنا والتحصيص القريب من ثانوية حمادي مناصرية وحي بوهالي ومقر البنك الوطني الجزائري ومخزن الشركة الوطنية للتبغ والكبريت وقرية بمنطقة بونوارة . كما تسربت مياه الأمطار إلى حي 550 سكنا بالمدينة الجديدة ماسينيسا. وأمام هذا الوضع الطارئ سخرت مديرية الحماية المدنية لولاية قسنطينة، 6 شاحنات وشاحنة نقل و10 سيارات إسعاف و4 مضخات لامتصاص المياه، علاوة عن 60 عنصرا من هذا السلك النظامي بين أطباء وضباط وضباط صف. من جهتها، لفضت ليلة أمس الأول فتاة عمرها 5 سنوات أناسها الأخيرة، جراء انهيار حائط منزل في منطقة بوزينة بباتنة، وذلك في أعقاب هبوب رياح عاتية وكذا الاضطرابات الجوية التي مست منطقة جنوب شرق الولاية، وفقا لما أعلنه مصدر مسؤول من مديرية الحماية المدنية. وقد توفيت الطفلة على الفور بعد أن أصيبت في رأسها في أعقاب انهيار سور منزلها بحي ياحة علي بمنطقة بوزينة، جراء هبوب رياح قوية بالمنطقة تسببت في إحداث الهلع بين السكان حسب المصدر. وتسببت الأمطار المصحوبة في بعض الأحيان بالبرد التي تساقطت مؤخرا بباتنة وكذا الرياح القوية، في خسائر وصفت بالكبيرة، لاسيما بعاصمة الولاية، حيث غمرت المياه عديد السكنات، وأضاف المصدر أن عناصر الحماية المدنية قاموا بعدة تدخلات عبر عديد المناطق، حيث تم ضخ كميات كبيرة من المياه من داخل عدة سكنات. وفي الطارف في أقصى الشرق، أتت أمواج البحر العاتية ليلة أمس الأول على نحو أربعة منازل. في حين يصارع عدد من البيوت من أجل البقاء في بلدية القالة، بسبب الاضطرابات الجوية التي مست العديد من المناطق الساحلية وأغرقت عدة زوارق تم إنقاذ أصحابها. وفضحت الأمطار الغزيرة المسؤولين الذين لم يتمكنوا من التحكم في الوضعية، بسبب تساقط أمطار الصيف، قبل حلول فصلي الخريف والشتاء، حيث تزامنت الأمطار وانقطاع عدة محاور طرق في ڤالمة وأم البواقي وخنشلة وبرج بوعريريج وسطيف، ما أسفر عن وقوع عدة حوادث مرورية وتشريد عدة عائلات لجأت للمؤسسات التربوية. كما تسببت في عدم تمكن المئات من العمال من الالتحاق بأماكن العمل.