أدت الأحوال الجوية المتسمة بالتساقط الكبير للأمطار على مستوى الولايات السهبية، إلى التهاب أسعار الأضاحي التي ارتفعت بشكل ملفت، فسعر الكبش الذي كان في حدود 4 ملاييين، قفز إلى حدود 6 ملايين في خلال 10 أيام فقط، وسعر النعجة الذي كان في حدود مليونين، قارب الثلاثة ملايين سنتيم، وهي الأسعار التي تحكم فيها الجو، فبعد أن كان الموالون يؤكدون على دنيوية الأسعار بسبب جفاف الموسم، جاء التساقط الكبير للأمطار، ليعيد التوازن لأسعار الأضاحي يرفعها إلى مستويات قياسية. تراوحت أسعار الكباش خلال هذا الأسبوع ما بين 50 ألف دينار جزائري و60ألف، فيما وصل سعر النعجة إلى حدود 30 ألف دينار، وهي أسعار "صاروخية"، سجلت خلال 10 أيام الأخيرة، حسب تصريحات العديد من المتسوقين، ويجزم كل من يدخل سوق بيع المواشي، بأن الأسعار مبالغ فيها جدا، حيث لا يتوانى الموالون في تحديد سعر معين، مع استغلال الوضع الراهن يكون منطلق البيع، ليتطور هذا السعر ويبلغ مستويات قياسية، مؤكدين بأن تساقط الأمطار في عدد من المناطق كان من المفروض أن يقابله انخفاض في الأسعار لكون أن المراعي تكون متشبعة والكلأ متوفر، وهو ما يساعد الموالين، إلا أن العكس ما يحصل دائما، حيث تصل الأسعار إلى مستويات قياسية بمجرد تساقط الأمطار مع اقتراب المواسم الدينية كحال عيد الأضحى، في الوقت الذي توفر فيه الدولة والمصالح الفلاحية مادة الشعير الموجه لاستهلاك المواشي، بأسعار منخفضة في متناول الموالين، وصادف تواجدنا بسوق عاصمة الجلفة عودة العديد من المتسوقين على أعقابهم، بعد وقوفهم على حقيقة الوضع القائم، حيث أجزموا على أن الأسعار المعروضة ليست في متناول أي كان. «البلاد" في مقابل ذلك، تحدثت إلى بعض الموالين، الذين أشاروا إلى أن الأسعار الحالية لا تساوي شيئا مع سهر الليالي والمعاناة التي يكابدونها في سبيل البحث عن مواطن الكلأ وتوفير الشعير، مؤكدين على أن "المخير فيهم" يبيع برأس المال ولا حديث عن الربح، مشيرين إلى ارتفاع أسعار الشعير والنخالة في الأسواق والتجمعات التجارية، حيث يباع الشعير ب 4500 دينار في مقابل وصول "النخالة" إلى 2500 دينار على مستوى الأسواق السوداء، في ظل الفوضى و«البزنسة" التي تعرفها دوواين توزيع الحبوب، والمتهمة بكونها تتعامل مع موالين طايوان" لا يهمهم سوى إخراج الشعير بكميات كبيرة وإعادة بيعه في الأسواق السوداء، وهو الوضع الذي يؤكده الموالون بالقول "هو من أهم أسباب التحكم في أسعار الماشية"، فمثلا لو كان العلف متوفرا بكميات معتبرة وبأسعار مدروسة، فإن هذا الوضع سينعكس على أسعار الماشية تلقائيا التي ستصبح في متناول الغالبية، غير أن ارتفاع تكاليف العلف وانعدامه في أحيان عديدة، هو من بين أهم أسباب عدم استقرار الأسعار في مختلف الأسواق.