حذّر وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل من المقاربات العسكرية الهدّامة في ليبيا واليمن وسوريا، وكشف مساهل عن أن الحوار الليبي قد وصل حاليا إلى مرحلة "مفصلية وحاسمة" من شأنها التعجيل بتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون كفيلة بهزم المجموعات الإرهابية". وأوضح مساهل في رده على سؤال حول الموقف الجزائري من موضوع الأزمة الليبية طرحه صحافي مصري على هامش أشغال الدورة 144 للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية أن "الحوار الليبي الذي يشرف عليه الممثل الخاص للأمم المتحدة قد وصل حاليا إلى مرحلة مفصلية وحاسمة". كما ذكر الوزير بأن "الجزائر قد التزمت بشكل كبير عبر دعم صريح وصادق بهدف تقريب المواقف لتسوية الأزمة الليبية". وأضاف أن "الجزائر تجدد مرة أخرى ثقتها في الأطراف الليبية من أجل تجاوز خلافاتهم والتوصل إلى حل سياسي توافقي يهدف إلى التشكيل العاجل لحكومة وطنية ذات صلاحيات واسعة من أجل تسيير المرحلة الانتقالية وإنشاء مؤسسات شرعية وقادرة على رفع التحديات ذات الطابع السياسي والاقتصادي والأمني ومكافحة الإرهاب من أجل الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب الليبي". كما أكد الوزير أن "هذه الحكومة بعد تشكيلها يجب أن تحظى بدعم واسع من دول الجوار والمجتمع الدولي". وتابع مساهل أنه "يتحتم الآن على الجامعة العربية والمجتمع الدولي برمته المساندة القوية للمسار السياسي الجاري وتفادي كل مبادرة أو عمل من شأنه عرقلة هذا الحوار وتأخير استكمال هذا المسار"، مضيفا أن "مثل هذا الاتفاق سيستجيب لتطلعات الشعب الليبي في العيش بسلام في انسجام وأمن واستقرار". وبخصوص سوريا، فقد أشار الوزير إلى "تزايد الوضع الأمني والإنساني سوءا"، مؤكدا على حتمية "التحرك بسرعة لإخراج الشعب السوري من محنته ودوامة العنف والدمار والسعي الجاد للدفع بالتسوية السياسية السلمية للأزمة". وأوضح مساهل أنه "في ظل هذه التطورات الخطيرة على سوريا والمنطقة ككل، فإننا نأمل أن تكون خطة السلام الأممية المدعومة ببيان مجلس الأمن المؤرخ في 17 أوت 2015 كفيلة بأن تعيد حل هذه الأزمة إلى مساره السياسي السلمي". وفي هذا الشأن، دعا الوزير "المبعوث الأممي الخاص السيد دي مستورا، إلى تكثيف جهوده مع أطراف النزاع وكذا مع الفاعلين الدوليين المؤثرين في خيوط الأزمة السورية في إطار احترام سيادة هذا البلد وإرادة شعبه وتحقيق تطلعاته في السلام والديمقراطية والتنمية بعيدا عن التدخل الأجنبي والمقاربات العسكرية الهدامة". وبخصوص الوضع في اليمن، أكد السيد مساهل "دعم الجزائر للمبادرة الأممية لاستئناف الحوار المرتقب عقده في جنيف خلال الأيام القليلة القادمة، لإيجاد حل سياسي في إطار مخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، يضمن وحدة وسلامة التراب اليمني ويبقي على انسجامه المجتمعي ويبعد هذا البلد الشقيق عن عواقب التقسيم وحرب أهلية مفتوحة ومجهولة العواقب".