يعيش منذ أيام مستشفى الجلفة، حالة استنفار على كافة الجهات والمستويات لترميم فضيحة من عيار ثقيل ضحاياها 12 رضيعا من الأطفال المسعفين، لقوا حتفهم بمصلحة طب الأطفال في ظرف زمني متقارب، جراء الإهمال، واللامبالاة واللامسؤولية، وقد انفجرت القضية، التي يراد لها أن تمر في صمت ودون ضوضاء، بعدما تسربت أخبار من داخل مصلحة طب الأطفال بالمستشفى. بوجود ''مقبرة'' للرضع من الأطفال المسعفين، أكدها تقرير موجه من رئيس مكتب القبول بالمستشفى إلى مدير المستشفى، مؤرخ في 31 / 10 / 2010 والذي تم استلامه تحت رقم 1168 يذكر فيه موقعه الحالة المزرية التي تعيشها هذه الفئة المتواجدة بشكل مبهم على مستوى مصلحة ''الولادة'' بالمستشفى، ومعلنا في نفس الوقت عن وفاة 12 رضيعا من المتواجدين خلال السنة الجارية، وقد أرجع التقرير أسباب الوفاة إلى انعدام الحليب بالإضافة إلى نقص الاهتمام والرعاية من طرف المشرفين، غير المختصين، متهما في الوقت ذاته مديرية النشاط الاجتماعي، الهيئة الوصية على هذه الفئة، بالغياب التام عن مسرح الأحداث، فلولا بعض المحسنين، حسب التقرير، لكانت الكارثة أكبر.. تداعيات الفضيحة، أدت إلى اندلاع معركة للتملص من المسؤوليات بين مديرية الصحة ومدير النشاط الاجتماعي، على خلفية من المسؤول؟ وخاصة بعدما تنقلت لجنة الصحة التابعة للمجلس الولائي إلى عين ''المكان'' للتحقيق في ''المذبحة''، لكن الغريب في القضية برمتها، أن ''تقريرا'' صادرا عن رئيس مكتب القبول بتاريخ 11 ماي ,2010 أي قبل تفاقم الأمور وقبل حدوث الفضيحة وموجه لمدير المستشفى ذاته، كان قد دق ناقوس الخطر وحذر من الكارثة قبل حدوثها، منبها إلى النقائص، وإلى الحالة المزرية، وحتى الوضعية غير القانونية لتكفل المستشفى بهذه الفئة، كون المستشفى ينتهي دوره بعد ''الولادة''، لتصبح الرعاية والمتابعة والتكفل من اختصاص مديرية النشاط الاجتماعي، وهو الأمر المنعدم في هذه الحالة. والسؤال على أي أساس تم احتضان أطفال رضع بالمستشفى دون رعاية ومتابعة؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ وقد اتصلت ''البلاد'' بمدير الصحة والسكان بالجلفة لأخذ رأيه في القضية، حيث اكتفى المدير بالتصريح بأن مصالح مديريته، قد اتخذت كافة الإجراءات القانونية منذ مدة، نافيا أية مسؤولية له في الفضيحة، وهو التصريح المبهم، الذي عمق ''اللبس'' في فضيحة راح ضحيتها 12 رضيعا، نتيجة الإهمال واللامبالاة وتداخل الصلاحيات، فمن المسؤول؟ سؤال أجابت عليه مراسلة من المجلس الطبي إلى إدارة المستشفى، كانت قد حذرت من مآل هؤلاء الأطفال، لكن المراسلة لم تؤخذ بعين الاعتبار، ليقع الفأس في الرأس.. في السياق ذاته كانت البلاد، قد تطرقت منذ أيام لحالة المستشفى وصراعات ''الزمر'' التي أفرغته من محتواه الصحي، وهو الأمر الذي وقف عليه والي الولاية الجديد، حينما قام بزيارة مفاجئة لمصلحة الاستعجالات ليفاجأ بالمهزلة على كافة المستويات، ويعلن غضبه في عين المكان، فترى ماذا سيكون رد فعل الوالي ووزيري الصحة والتضامن أمام مهزلة الإهمال الجديدة، التي فرقت ''أرواح'' 12 رضيعا بين قبيلتي الصحة والتضامن؟