وصفت نقابات التربية قرار تنظيم البكالوريا ابتداء من 12 جوان المقبل الذي يتزامن وشهر رمضان بالقرار غير المدروس وغير الصائب الذي سيجعل تلاميذ الجنوب الكبير يجتازون الامتحانات وهم صيام داخل أفران لارتفاع درجة الحرارة خلال هذه الفترة، خاصة بولايات الجنوب إلى 50 درجة وداعية الوزيرة بن غبريت إلى مراجعة الرزنامة بتقديم الامتحانات بأسبوع مع إلغاء أسبوع من عطلتي كل من الربيع والشتاء لتفادي الوقوع في إشكالية عدم إتمام البرامج. أكد الشركاء الاجتماعيين أن قرار تنظيم البكالوريا ابتداء من 12 جوان المقبل الذي يتزامن وشهر رمضان هو قرار غير مدروس وغير صائب وسيؤثر سلبا على نتائج الامتحانات الرسمية، خاصة ما تعلق بالبكالوريا في ولايات الجنوب. وقال قويدر يحياوي المكلف بالإعلام على مستوى النقابة الوطنية لعمال التربية "اسنتيو" إنه يجب على الوزارة أن تأخذ بعين الاعتبار المساحة الشاسعة للجزائر وبالخصوص الجنوب الكبير خلال إعداد رزنامة الامتحانات. وأشار المتحدث إلى أن ارتفاع درجات الحرارة بالجنوب الكبير يجب مراعاتها خلال إعداد التواريخ لأنه شهر جوان في الجزائر العاصمة مخالف لشهر جوان بولايات الجنوب كأدرار، إليزي، تمنراست وتندوف، حيث تصل درجة الحرارة إلى حوالي 50 درجة مئوية ومن غير المعقول تنظيم امتحان مصيري كشهادة البكالوريا يتوج 12 سنة من مجهودات التلاميذ ويعتبر المقياس الحقيقي لتقييم المنظومة التربوية في نفس الظروف الموجودة حاليا في هذه الولايات والمعروفة لدى الجميع من انعدام مكيفات هوائية بسبب عدم القدرة على استعمالها إن وجدت لانعدام المولدات الكهربائية وعدم القدرة على رصد الاعتمادات المالية الخاصة لتسديد فاتورة الكهرباء المرتفعة في هذا الفصل، إضافة لباقي المشاكل المعروفة في ولايات الجنوب كانعدام النقل وتباعد المناطق السكنية والفقر والتهميش والعزلة الموجودة لدى العائلات هناك، واقترحت النقابة على لسان المتحدث على وزارة التربية عدم إجراء البكالوريا في شهر جوان وتقديمه بأسبوع عن التاريخ المحدد وتقليص أسبوع من كل من عطلتي الشتاء والخريف من أجل إتمام البرنامج وحتى لا يؤثر تقديم الامتحان على شهادة البكالوريا وعلى إنهاء المقرر الدراسي. واستبعد يحياوي تحقيق نتائج إيجابية في ظل ارتفاع درجة الحرارة في ولايات الجنوب لأن الحجرات والأقسام وانطلاقا من شهر جوان إلى نهاية أوت وحتى مطلع سبتمبر تتحول من أقسام إلى أفران بسبب ارتفاع درجة الحرارة، إضافة إلى الصيام والقلق النفسي الذي ينتاب التلاميذ خلال الامتحانات الرسمية، خاصة أنهم سيجتازون 12 ساعة خارج البيت وهم صيام متسائلا "هل تم التفكير في تلاميذ الجنوب من طرف مستشاري الوزيرة خلال إعداد رزنامة الامتحانات" وهو نفس ما أكده الأنباف على لسان ممثله عمراوي مسعود الذي قال إن البكالوريا في رمضان متعب وعملية مرهقة للتلاميذ وبالتالي على الوزارة مراجعة الرزنامة من خلال تقديم إجراء البكالوريا إلى 25 ماي مثلا أو تأخيرها إلى شهر جويلة، مؤكدا أن قرار تنظيم البكالوريا في رمضان غير مدروس وعلى الوزارة مراجعته، وأشار إلى أن التنظيم سيطرح هذا الإشغال على المسؤولة الأولى على القطاع خلال اللقاء الذي سيجمع الطرفين بتاريخ 17 أكتوبر الجاري. مقابل ذلك، قال أحمد خالد رئيس الاتحاد الوطني لفدراليات أولياء التلاميذ إن تنظيم الامتحانات في شهر رمضان لن يؤثر على التلاميذ بل سيعلمهم الصبر والشجاعة، مشيرا إلى أن أغلبية المؤسسات التربوية في الجنوب مزودة بالمكيفات الهوائية وما على الوزارة إلا إتمام العملية لتجهيز باقي المؤسسات بالمكيفات الهوائية لضمان الظروف المناسبة للمترشحين لإجراء الامتحانات.