اجتاز أزيد من 78 ألف تلميذ امتحان شهادة التعليم المتوسط أمس بالولاياتالجنوبية في أقسام بحرارة قاربت 50 درجة تحت الظل، وهذا في ظل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي حال دون تشغيل المكيفات الهوائية، وهو الأمر الذي أدى بنقابات التربية الى دعوة الوزيرة بن غبريط الى ايجاد حل نهائي لمشكل رزنامة الامتحانات والدراسة لتلاميذ الجنوب الذين هم "مظلومين" حسب النقابات بسببها وبسبب عذر عدم تفرقة أبناء الوطن الواحد الذي أكدت النقابات أنه غير مبرر . كشفت مصادر تربوية عبر مختلف ولايات الجنوب، أن التلاميذ بهذه الولايات والمقدر عددهم بأكثر من 78250 تلميذ ، اجتازوا أمس، أول يوم من امتحان شهادة التعليم المتوسط، في ظروف أقل ما يقال عنها أنها صعبة نظرا للحرارة المرتفعة التي تعرفها هذه الولايات، وأكدت المصادر ذاتها، أن قاعات إجراء الامتحان التي هي مجهزة بالمكيفات الهوائية، إلا أن هذه المكيفات لا جدوى منها ولا فائدة، وهذا نظرا لأن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي حال دون تشغيلها، وهذا مع بداية الامتحان، حيث أكدت مصادرنا أن التلاميذ اجتازوا أول يوم من "البيام" في قاعات إجراء تقارب درجة حرارتها 50 درجة مائوية تحت الظل، خاصة خلال الفترة الثانية من الامتحان في مادة الفيزياء وكذا الفترة المسائية في مادة التربية المدنية، حيث أكد محدثونا أن مديريات التربية لولايات تندوف، بشار، البيض، النعامة، الأغواط، غرداية، أدرار، تمنراست، إيليزي والوادي وورقلة وفرت كل الشروط المادية والبشرية على مستوى 341 مركز لإجراء هذه الاختبارات التي يتوزع بها المترشحون، من أجل توفير كل سبل الراحة والسكينة للممتحنين من بينها وسائل النقل للقاطنين في المناطق النائية وتجنيد فرق طبية لمرافقتهم بالإضافة إلى توفير وسائل تلطيف الجو بالأقسام من مروحيات وأجهزة تكييف إلى جانب مياه الشرب الباردة التي تتطلبها الخصوصيات المناخية لهذه المناطق التي دخلت فصل الحر، إلا أنها لم تستطع أن تحل مشكل انقطاعات الكهرباء التي حولت قاعات الإجراء إلى شبه "فرن" حسب المصادر ذاتها. من جهته أكد ممثل النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السناباست" مناد بغدادي، أن هذا المشكل ليس وليد السنة الحالية فقط، وإنما هو استمرارية للسنوات الماضية، والتي كانت النقابات في كل مرة تناشد وزارة التربية الوطنية من أجل حل مشكل تلاميذ الجنوب الذين حسبه ظلموا بسبب رزنامة الامتحانات الرسمية التي اقرتها الوصاية بصفة موحدة وكذا رزنامة الدخول المدرسي والعطل المدرسية، حيث أكد بغدادي أن وزارة التربية لا تراعي ظروف تمدرس التلاميذ بهذه الولايات خاصة الظروف الطبيعية، مشيرا الى ان تبرير الوزارة بأنها لا تريد تفرقة أبناء الوطن الواحد بتنظيم بكالوريا شمال وبكالوريا جنوب، مؤكدا ان هذا لا يعتبر تفرقة بل هذا هو الحل الأنسب للتلاميذ بالجنوب الذين يجدون صعوبة في الدراسة والتي تبدأ من سبتمبر الى غاية منتصف جوان، وأشار محدثنا أنه يجب على الوزيرة بن غبريط أن تفتح مشاورات جدية بحضور أهل الاختصاص والذين يعيشون هذه الظروف في الجنوب من أجل ايجاد حلول وإعادة النظر في الامتحانات الرسمية والدخول المدرسي للجنوب وهذا في أقرب الآجال من أجل تفادي تكرار ما يعانيه التلاميذ خلال هذه السنة والسنوات الماضية، واقترحت "السناباست" حسب ممثلها على الوصاية تقليص عطلة الشتاء لأسبوع واحد بدل اسبوعين واستغلال الأسبوع الاخر في تأجيل الدخول المدرسي الى شهر اكتوبر أو تعجيل العطلة الصيفية.