التمس وكيل الجمهورية لدى محكمة باب الوادي الحبس 3 سنوات سجنا نافذا، في حق الشرطي المتهم بقتل الشاب أمير لوماني (17 سنة) منتصف سبتمبر الماضي، على أن ينطق بالحكم في جلسة 18 نوفمبر الجاري. عالجت محكمة باب الوادي أول الخميس قضية مقتل الشاب أمير لوماني بعدما أجلت من قبل، وعرفت جلسة الخميس تفاصيل جد مثيرة أثارتها هيئة دفاع المتهم المكونة من أربعة محامين، والتي دفعت ببراءة موكلها من جرم قتل الشاب أمير. وأكد المتهمون أن أساس البراءة ظاهر في تقرير الطبيب الشرعي والخبرة الباليستية على سلاح الشرطي وأظهر التقرير بحسب هيئة الدفاع أن الفجوة في رأس الضحية 7 ملم عند دخول مدخل الرصاصة و8 ملم عند مخرجها في حين أن عيار رصاص المسدس للمتهم هو 9 ملم وهو دليل على براءة موكلهم. وأثار الدفاع نقطة أخرى بغية تبرئة الشرطي وهي عدم العثور على كبسولة الرصاصة في مكان الحادثة، وهذه النقطة تطرح أكثر من علامة استفهام بحسب الدفاع، الذي لم يتوان في الطعن بالتحقيق القضائي الذي تم مؤكدا أن الشرطي ما هو إلا كبش فداء. وقال أحد محاميي المتهم ''أن قاضي التحقيق كان قد أبلغ الشرطي المتهم بأنه سيدخله السجن حتى يمتص غضب سكان الحي من حادثة القتل التي طالت أمير''، وحذر الدفاع من هذا التصرف الذي سيفتح الباب أمام فقدان الهيبة واحتقار جهاز الشرطة بصفة عامة. والدة الضحية جلبت إليها الأنظار في جلسة المحاكم التي دامت لأكثر من 3 ساعات، ورفضت التماس زوجها الذي طالب فقط بدفع الدية، في الوقت الذي طالبت فيه بالقصاص من قاتل ابنها، ولما أوقفتها القاضية بأن زوجها قد طالب بالتعويض المادي، ردت عليها بالقول ''إذاً حددي سعرا لابنك إن استطعت''، وأجهشت بعدها بالبكاء. الشرطي المتهم في القضية والذي قضى 25 سنة خدمة في سلك الشرطة، دافع ببراءته من دم أمير، مؤكدا عدم توجيهه السلاح نحو السكان الذين كانوا ساعة الحادثة مجتمعين هناك، وبخصوص الضحية أمير، قال ''لقد كان في موقع أعلى مني ولو أطلقت الرصاص عليه لأصبته في رقبته وليس في رأسه''، وعاد ليذكر هيئة المحكمة بالسنوات 25 التي قضاها في الخدمة، وأنه كذلك أب ويعرف معنى الأبوة. للتذكير تعود قضية مقتل المراهق أمير حسبما يذكر بيان صدر بعد الحادثة عن المديرية العامة للأمن الوطني إلى تاريخ 15 سبتمبر، حينما كان عناصر الشرطة القضائية لأمن دائرة باب الوادي في مهمة أمنية بحي ديار الكاف، فلاحظوا وجود 7 شبان يحملون أسلحة بيضاء وكانوا بصدد سرقة فتاة، وبعد تدخل عناصر الأمن، اعتدى الشباب عليهم بالحجارة، وهنا استعمل بعض رجال الأمن الأسلحة لإنذارهم، فأصابت رصاصة طائشة أحد الشباب على مستوى الرأس في انتظار استكمال التحقيق. وقد أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة باب الوادي بفتح تحقيق قضائي للوقوف على الأسباب الحقيقية لهذا الحادث. كما أضاف البيان أنه تم الاستماع لأقوال أعوان الشرطة الذين كانوا حاضرين في عين المكان من قبل محققي المقاطعة الوسطى للشرطة القضائية. لكن الرواية الرسمية لم ترق إلى روايات سكان الحي الذين ذكروا أن أمير كان خلف إحدى السيارات وعندما سمع صوت الرصاص أخذ يستفسر عن الأمر ليتفاجأ برصاصة تخترق رأسه، حيث كان رجال الشرطة بالقرب من موقف سيارات يبعد عن ''السور'' بحوالي 80 مترا.