رفض المجاهد الكبير والقيادي التاريخي لخضر بورقعة ما وصفه ب«التراشق وتبادل التهم بين من صنعوا الثورة أو شاركوا في تحرير الجزائر"، وأبدى بورقعة استياءه من الحرب الإعلامية الدائرة بين المجاهد وعضو مجموعة ال22 التاريخية عمار بن عودة ووزير الدفاع السابق خالد نزار. قائد الولاية التاريخية الرابعة وفي تصريح ل«البلاد"، قال إنه مع ضرورة قول الحقيقة وكشف تاريخ الثورة المجيدة لكن بعيدا عن أساليب السب والشتم ولغة التخوين، مضيفا في معرض حديثه بأنه يعتبر شهر نوفمبرمن الأشهر الحرم التي لا يجوز فيها اللغط ولا السب ولا الشتم بل بالعكس -يستسرل محدثنا- أنه يجب على صناع الثورة وجيل الاستقلال استذكار عظمة ثورة نوفمبر والتاريخ المشرق للأمة الجزائرية، بالإضافة إلى استذكار بشاعة ما قام به المستعمر الفرنسي من جرائم ضد الجزائريين، خاصة أن ما ارتكبته الآلة الاستدمارية لفرنسا لا يمكن نسيانه بسهولة ويجب التركيز على نقل الحقيقة المرة لمعاناة شعبنا وإيصال رسالة نوفمبر للجيل الحالي والأجيال القادمة. كما رفض بشدة بورقعة ما يقوم به بعض رجال التاريخ من سب وشتم وتخوين قائلا إن هذا يصب في مصلحة أعداء الثورة وأتباع فرنسا ويثبط العزيمة ويساهم في التشكيك في عظمة ثورة نوفمبر المجيدة. واعتبر أن الجزائر اليوم في وضعية "حساسة" من جانب التشويه بالثورة المجيدة والتشكيك فيها ومحاولة تقزيمها وإضعافها وبالتالي فإن التفاف الشعب وصانعي ثورة نوفمبر خصوصا سيكون "بمثابة الأداة لمحاربة المشككين في إخلاص وتضحيات الشهداء". وفي رده على سؤال حول مطالب الجزائريين بكتابة شهادات من عايشوا الثورة قبل أن يتوفاهم الأجل رد محدثنا بأنه يوافق هذا الطرح ويحفز ويشجع كل من شارك في صنع الثورة على الإدلاء بشهادته بشرط واحد هو الابتعاد عن لغة السب وتجنب الكذب خاصة في حق الأموات، مضيفا بأنه لا يوجد من يملك الحقيقة المطلقة ودعا المجاهد بورقعة إلى إعادة النظر في الأرشيف الوطني للثورة، بسبب الأخطاء التي سجلت عن قصد أو لسوء فهم للحادثة التاريخية في حد ذاتها وهذا تفاديا لوصول التاريخ مشوها إلى الأجيال القادمة. وألح بورقعة على تدوين تاريخ الثورة التحريرية بالأسلوب العلمي المتخصص والدقيق بمساهمة الباحثين والمختصين، مؤكدا أن هذا الأمر "أضحى حتميا". وأضاف المتحدث أن الثورة التحريرية "حملت أبعادا إنسانية لتحرير الإنسان وخير دليل على ذلك ما حظيت به من دعم ومساندة في مختلف أصقاع العالم لإيمانهم بعدالة القضية الجزائرية." القائد التاريخي وعد بكشف مواقفه حول ما يثار هاته الأيام حول مراحل حاسمة من الأحداث التاريخية، كما تعهد بأنه سيدلي بدلوه ويقول ما يعرفه بكل جرأة بعيدا عن الحسابات الشخصية وعن كل تجريح في الأشخاص.