دعا المجاهد الرائد لخضر بورقعة إلى ضرورة تجنيد كل المجاهدين الذين شاركوا في الثورة التحريرية للمساهمة بشهاداتهم في كتابة التاريخ ووقائع الثورة بكل تفاصيلها وإيجابيتها وسلبياتها لتمكين الأجيال الصاعدة من معرفة حقيقة تاريخ بلادهم وثورته العظيمة التي تبقى أعظم ثورة في العالم. وألح المجاهد بورقعة على أهمية اتخاذ كل التدابير اللازمة لحفظ الذاكرة الوطنية وتخليد تاريخ الجزائر المجيد قبل رحيل من صنعوه، للاستفادة من شهاداتهم، مبديا أسفه لوفاة الكثير من المجاهدين الذين كانوا شاهدين على وقائع كبيرة من الثورة دون أن يرووها للمؤرخين لكتابتها. كما تحدث المجاهد عما وصفه ب»مضايقات» الحركة المصالية التي كانت تضم أنصار مصالي الحاج، والتي اتهمها ب»التضييق على الثورة وتعذيب وقتل مناضلي جبهة التحرير الوطني ومؤيديها». وفي هذا السياق، شدد المتحدث على ضرورة كتابة هذه الحقائق التي قال أن المؤرخين لم يهتموابها ولم يكتبوا عنها. وفي محاضرة نشطها بمناسبة عرضه لكتابه «شاهد على اغتيال الثورة» أمس، بفندق السفير بالجزائر، شدد المجاهد على إلزامية نقل كل حقائق الثورة بإيجابياتها الكثيرة وسلبياتها القليلة، لأنه بالرغم من عظمة الثورة يضيف المتحدث فإنها عرفت بعض السلبيات والأخطاء التي أثرت على بعض المعارك والتي لا بد من أن تعرفها الأجيال الحالية والصاعدة.كما تطرق قائد في الولاية الرابعة التاريخية التي كانت تضم ولايات الوسط إلى جهاده ونضاله في تلك المنطقة التي كان الجيش الفرنسي يضيق عليها بسبب موقعها الاستراتيجي وقربها من عدة مناطق وإدارات حساسة. مشيرا إلى أن فرنسا جندت أكثر من 20 ألف عسكري في الفترة الممتدة من 1959 إلى 1962 بهذه المنطقة، في الوقت الذي لم يكن فيه عدد رجال الثورة والمجاهدين يتجاوز 6520 مسلحين ببنادق صيد تقليدية، غير أنهم تمكنوا بالرغم من قلة إمكانياتهم وأسلحتهم من الانتصار على العدو الفرنسي في عدة معارك وألحقوا به خسائر مادية وبشرية. وتوقف المجاهد عند المراحل الأولى من الثورة في سنة 1954 والتي كانت صعبة بالنسبة للأوائل الذين التحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني وجبهته، حيث واجهوا صعوبات في إقناع الشعب بأهمية الثورة وإمكانية هزم الجيش الفرنسي الذي كان من أقوى الجيوش في العالم آنذاك، غير أن إصرار المجاهدين وتقنياتهم في وشرح أهداف الثورة سمح بإقناع الشعب وجعله يلتف حول الثورة ويدعمها بكل ما لدية في سبيل تحرير بلاده وتحقيق الحرية.