في محاولة أخيرة منه لتجاوز حدة الخلافات داخل حزب "نداء تونس"، التي أصبحت تنذر بتفكيك الحزب الحاكم وكتلته النيابية، قام الرئيس التونسي ومؤسس الحزب، بتوجيه الدعوة لنواب الشعب عن حركة "نداء تونس"، للاجتماع بهم بقصر قرطاج. وتجاوزت الخلافات داخل الحزب كل الحدود، ووصلت لحد تبادل العنف وإفساد الاجتماعات، وتبادل الاتهامات ب"البلطجة". وكشفت مصادر قريبة من النواب الغاضبين، أنهم عبروا عن عدم جدوى الاجتماع بالرئيس السبسي، مشيرين إلى أنه من الضروري أن يوضح رئيس الجمهورية موقفه مما حصل، وأنه لا داعي لعقد اجتماع في ظل مساندة الرئيس لفريق دون آخر، وفق تأكيداتهم. ولم يستبعد القيادي في "نداء تونس" الأزهر العكرمي أن يحصل انقسام في الحزب وفي كتلته البرلمانية، حيث أكد أنه "على الأرجح ستُفرز كتلة تغادر حركة نداء تونس في اتجاه بناء حزب جديد يتخلّص مما علق باسمه - نداء تونس- من سمعة سيئة لدى الناس ومن إحباط لدى منخرطي وهياكل الحزب في الجهات ليتم ترك الاسم القديم للتوريث والمصالح". كما نقلت تقارير إعلامية، أن الأمين العام لحركة نداء تونس "محسن مرزوق" قد قام مؤخرا بإجراء اتصالات مع منسقين جهويين للحزب، عارضا عليهم الانضمام لحزب جديد سيتم تشكيله في الأيام القليلة القادمة، وهو ما ألمح إليه القيادي مهدي عبد الجواد واعتبر عبد الجواد "أن هناك إرادة ممنهجة لشل عمل الحزب والسطو عليه أو على الأقل تدميره"، وفق تعبيره. كما أشار إلى أن فرضية انقسام الحزب واردة جدا. انقسام الحزب الحاكم سيكون له تأثير كبير على المشهد السياسي والحكومي في تونس، الذي يتسم بالاستقرار الهش، في ظل تصاعد الأزمة الاقتصادية وتنامي الخطر الإرهابي. ويجمع أغلب المتابعين للحياة السياسية على أن تفكك حزب "نداء تونس"، سيعجل بالذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة، يتوقع أن تكون حركة "النهضة" أكبر مستفيد منها، لو حصلت.