فرض الوضع المتفجر في ليبيا وتونس، على رابطة علماء ودعاء وأئمة بلدان الساحل، عقد قمة طارئة هي الثالثة من نوعها منذ إنشاء الرابطة سنة 2011 من أجل محاصرة ظاهرة التطرف والإرهاب التي باتت تهدد الجزائر على غرار الدول المجاورة المنضوية تحت لوائها، خاصة مع بروز مظاهر جديدة للظاهرة التي أخذت أبعادا خطيرة في ظل توفر وسهولة التجنيد وسرعة الانتشار عبر الوسائط الألكترونية على غرار الفيس بوك والتويتر ووسائل الإعلام. وجندت الرابطة لأول مرة وسائط مماثلة عن طريق فتح صفحة للفيسبوك وموقع الكتروني ومجلة شهرية تصدر بثلاث لغات العربية، الفرنسية والإنجيليزية. وقال الامين العام لرابطة علماء الساحل، الشيخ يوسف مشري خلال كلمة له في ملتقى الرابطة، أمس، إن الرابطة تعقد ورشتها بالجزائر لمناقشة موضوع التجارب الدينية لدول منطقة الساحل وغيرها سعيا منها لإيجاد علاج لظاهرة التطرف الديني والتطرف العنيف، واضاف قائلا "لا أقصد العلاج هنا المحاربة لأننا نعتقد أن التطرف الديني مرض فكري يحتاج إلى علاج والطبيب هم العالم والإمام". واستدعت الجزائر بصفتها تحتضن مقر رابطة علماء ودعاء وأئمة بلدان الساحل، كل الفاعلين من دول الجوار على وجه طارئ من أجل أشغال المؤتمر الثالث لرابطة علماء ودعاة وأئمة بلدان الساحل، وفي هدا الصدد كشف يوسف مشري أن رابطة علماء ودعاة وائمة دول الساحل لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية التي هي في تنامي، خاصة بعد تسجيل انضمام بوكو حرام إلى التنظيم الإرهابي العالمي، مشيرا إلى أن العلاج يتطلب العمل الميداني على أكثر من صعيد، بالتركيز على الوسائط الالكترونية كالفايسبوك لإحداث رد فعل مضاد يعرف بحقيقة الاسلام عكس ما يروج له الإرهابيون، ونوه أن العمل الجوهري تقوم به الجزائر التي سارعت إلى استقطاب مئات الأئمة بالساحل لمواجهة مشكل غياب التأطير بالمساجد أملا في توحيد الخطاب الديني المعتدل في كامل إفريقيا. واشار الشيخ مشري إلى أن الجماعات لا تزال تحصد الأرواح في الساحل الافريقي، وحذر من مغبة انضمام تلك الجماعات إلى التنظيم العالمي في قرى التشاد والنيجر ونيجيريا، وقال إنه ما جعلنا نعقد دورة طارئة لعلماء الساحل لتقديم علاج لهذه الظاهرة والعمل ميداني من خلال إذاعات محلية بلغات محلية وعبر التواصل الاجتماعي، خاصة وأنها وسيلة للعناصر لتجنيد شباب الساحل، عبر المساجد والجامعات. وعليه هناك عمل حقيقي ميدانيا لعلماء الرابطة من الجزائر والرسالة الجزائرية رسالة قوية، خاصة وأننا نعيش على العقد الأول لمشروع المصالحة الوطنية الناجح وهي تجربة رائدة يستفيد منها أو يأخذ بالمبادرة لتعميمها على منطقة الساحل. وفي السياق، أكد رئيس الرابطة الشيخ بوريما داوود من النيجر، أن الإرهاب في الساحل يتعاظم بفعل عدة مؤثرات، مشيرا إلى أن الرابطة تؤكد على 7 مقاربات لمواجهة التطرف والفكر الجهادي في المنطقة وهي المقاربة الساسية، التعليم، الايديولولجية العسكرية الاقتصادية والاجتماعية، وأشار ضيف الجزائر إلى أن التدخل العسكري في المنطقة يزيد من استفحال ظاهرة الإرهاب وهو ما نلاحظه في مالي ودول أخرى على غرار افغانستان، مشيرا إلى أن أوضاع إفريقيا كلها مقلقة وتعاني من الإرهاب.