رجّحت مصادر إعلامية إمكانية قيام حلف شمال الأطلسي "الناتو" بتدخل عسكري في ليبيا بهدف تحجيم تنظيم داعش. وقالت نفس المصادر إنّ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أعلم الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، خلال لقائهما، أمس الأول، بقصر الإليزيه بباريس، "بقرب تدخل الحلف الأطلسي في ليبيا، بسبب التوسع الكبير لتنظيم داعش في المنطقة". وأضاف هولاند للرئيس التونسي، أن "تدخل الحلف الأطلسي في ليبيا هو لمحاربة هذا التنظيم، بسبب معلومات استخباراتية تفيد بتخطيط داعش لهجمات باريس الإرهابية، انطلاقا من الأراضي الليبية". ولم يستبعد مراقبون هذا الطرح خاصة أن داعش ليبيا في مدينة سرت بالتحديد احتفى بالهجمات التي هزت العاصمة الفرنسية باريس. وقالت مصادر محلية، إن مسلّحي التنظيم، خرجوا إلى شوارع سرت في مسيرة للسيارات، رافعين لافتات تحمل عبارات الفرح والبهجة بأحداث باريس. واعتبر محللون سياسيون أن أحداث باريس يمكن أن تدفع السلطات الفرنسية إلى القيام بتدخل عسكري في ليبيا في ظل تغوّل تنظيم داعش الذي حوّل ليبيا إلى ملاذ آمن للمقاتلين من مختلف الجنسيات العربية والأوروبية. وأكد أحمد شرتيل، الناشط السياسي الليبي، وجود تحليق لطائرات أجنبية، يُرجح أنها فرنسية، فوق أجواء مدينة سرت، أحد أهم معاقل تنظيم داعش في ليبيا. وأوضح شرتيل أن "ثمة تحرش فرنسي بالدولة الليبية منذ وقت طويل، يؤكد وجود رغبة فرنسية للتدخل العسكري في ليبيا، لحماية مصالحها في دول الساحل الأفريقي، القريبة من الجنوب الليبي". ولم يستبعد شرتيل أن تستغل فرنسا هجمات باريس، لفرض وجودها العسكري داخل الأراضي الليبية، بحجة محاربة الإرهاب. من ناحية أخرى، تخوض مجموعات مسلحة في مدينة درنة شرق ليبيا معارك مع تنظيم "داعش"، في محاولة لطرده من المنطقة التي يتواجد فيها جنوبالمدينة الساحلية. واندلعت هذه المعارك صباح الأحد بعد يومين على إعلان وزارة الدفاع الأمريكية أنها استهدفت للمرة الأولى فرع داعش في ليبيا وقتلت زعيمه في غارة جوية، وهو ما لم تؤكده السلطات الليبية حتى الآن. وقالت وسائل إعلام ليبية بينها قناة "النبأ" إن "مجلس شورى مجاهدي درنة"، الذي يضم خليطا من المجموعات المسلحة، "أطلق اليوم حملة جديدة ضد تنظيم داعش". وتدور المعارك بين الطرفين في منطقة الفتائح الواقعة على بعد حوالي 20 كيلومترا جنوبالمدينة.