في تقرير نشره موقع "هافنغتون بوست" الأمريكي في نسخته العربية، قال إن الجزائر باتت اليوم تعيش أزمة عنوسة كبيرة، حيث أشار إلى أن الجمعيات الدينية والاجتماعية وأئمة المساجد وعلماء الاجتماع دقوا ناقوس الخطر بعدما ارتفع مؤشر العنوسة في البلاد بشكل كبير، حيث تشير آخر الأرقام التي كشفت عنها دراسة رسمية عن وجود ما يقارب 12 مليون امرأة عانس في الجزائر. وهي الأرقام التي رآها الأستاذ في علم الاجتماع علي شبيطة حسب الموقع "مقلقة للغاية" وتوجب على الدولة رسم استراتيجية لإنقاذ المرأة خاصة والأسرة على وجه العموم. الموقع الأمريكي نقل عن الباحثة الجزائرية آمال عيسى، وفي رسالتها للماجستير من جامعة البليدة حول "ظاهرة العنوسة في الجزائر"، أن الفئة الأكثر عرضة للظاهرة هي المتعلمات وبنات الحضر. وتوصلت آمال في بحثها إلى التأكيد على أن السعي لنيل الشهادة الجامعية، والعمل، والتحرر من قيود البيت، باتت من أولويات الفتاة في الجزائر، لتجد الطالبة الجامعية نفسها بعد تخرجها على مشارف ال25 سنة، وهي السن التي تعتبر بداية فترة العنوسة، حسب بعض الإحصائيات. الباحثة توصلت أيضاً إلى أن 80% من العوانس من بين سكان المدن الكبرى، حيث تتوافر ظروف العمل والدراسة بعد التخرج، فيما تعيش نسبة 15% من العوانس في الجزائر بالمراكز الحضرية، بينما يخصّ بنات المناطق الريفية من الظاهرة 5% فقط. وفي رسالتها لاحظت آمال -حسب موقع هاقنغتون بوست - أن القبائليات في عدة مناطق جزائرية لا يعانين من العنوسة بشكل لافت. وأرجعت السبب إلى العادات والتقاليد، التي تفرض في كثير من الحالات اختيار الزوج لزوجته في مراحل مبكرة لا تتعدى فيها البنت سن ال14 عاماً في بعض الأحيان. ومن جهة أخرى نقل الموقع عن الدكتور بودوخة إبراهيم إمام مسجد العتيق، أن قلة العنوسة في المناطق القبلية تأتي بسبب تدني المهور في تلك المناطق، والتي كثيراً ما تكون أقل من دولار واحد (1000 دينار جزائري). وأضاف أن "هذه النقطة مهمة جداً جعلت الشباب الأمازيغ والعرب يلجأون إلى هذه المناطق للزواج، وهو ما خفض نسب العنوسة". ودعا الدكتور جميع الأسر الجزائرية إلى التيسير وعدم فرض مهور مرتفعة للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت تهدد الأسرة والمجتمع الجزائري، حسب إبراهيم بودوخة.