بعد تقريبا سنتين من إطلاق خدمات الجيل الثالث للهاتف النقال، لا تزال الأسعار المستعملة من قبل المواطنين لا تمت بأي صلة للإشهارات الكاذبة التي يكثفها المتعاملون، حيث يشتكي أغلب الجزائريين من دفع أضعاف ما تقدمه الدول الجارة مقابل خدمات أفضل وانترنت أسرع. ويؤكد خبير في القطاع رفض الكشف عن اسمه أن هناك ثلاثة عوائق تحول دون تحقيق النجاح في تطوير شبكات الجيل الثالث في الجزائر، والتي تتمثل في ضغط الأسعار، وعدم وضوح الأنظمة المطبقة وعدم عدالتها، بالإضافة إلى الارتفاع النسبي في تكاليف المكالمات، وقد يؤدي عدم مواجهة تلك التحديات بشكل سريع وفعّال إلى تقويض فرص تنمية نظم الجيل التالي لاتصالات الجوال في الجزائر. ويضيف المتحدث إنه رغم النمو المتسارع الذي شهده سوق الاتصالات في الجزائر على مدار ال 5 السنوات الماضية، إلا أن ال3 جي يبقى محدود الاستعمال ولا يزال الأغلبية يستعملون النقال لمجرد الصوت فيما يشتكي أغلب مستعمليه من الغلاء الفاحش لأسعاره. ويوجد اليوم ما يزيد عن 45 مليون مستخدم للهاتف النقال و 6 ملايين هاتف ذكي في الجزائر، وهو ما يمثل إحدى الطفرات الكبرى في استخدام النقال في تاريخ قطاع الاتصالات. وشهدت السنوات الأخيرة ثورة في قطاع اتصالات الجوال بعدما كثف المتعاملون الثلاثة للهاتف النقال الاستثمار في شبكات الجيل الثالث ونطاق تغطيتها. كما أطلقت خدمات جديدة، في الوقت الذي قامت فيه الحكومة بترخيص شركات الاتصالات بالشروع في تسويق خدمات الجيل الثالث عبر شراء رخصة خاصة بأسعار شبه رمزية، مما أثر إيجابيا على قطاع الاتصالات الذي حصل أموالا إضافية. كما نجح المتعاملون الثلاثة في تحصيل مبالغ مالية طائلة نظير تقديم خدمات ال 3 جي، إلا أن المواطن الجزائري يشتكي من غلاء الخدمات، حيث أغلبهم يؤكد أنه يصرف ما لا يقل عن 6000 دينار على 200 ميغا شهريا. كما يشكون انعدام مراقبة الاستهلاك، بالاضافة إلى الفيديوهات التي تحمل لوحدها عبر الفايسبوك وتستهلك كامل رصيد المشترك. وحققت شركات الاتصالات والحكومات عائدات نمو عالية بفضل ال 3جي الذي يعتبر من الفرص المربحة للمتعاملين، ومع ذلك، كان من الممكن أن يحقق القطاع معدلات نمو أعلى إذا جرى العمل وفق منهج سياسي وتنظيمي فعال ومنضبط. وفي الوقت الراهن، يتزايد تردد المواطنين على ال 3 جي نظرًا لضغوط الأسعار المبالغ فيها، وقد يهدد إحجام المواطنين عليها في المرحلة المقبلة، لا سيما مع استثمارات اتصالات الجزائر في تقنية النطاق العريض، أو استخدام الإنترنت على نطاق واسع من الوطن. واعتمدت معظم شركات الاتصالات على التسعير والترويج لتمييز نفسها عن منافسيها، حيث اشتعل سباق جديد يهدف إلى الترويج لإشهارات كاذبة، حيث لم تنجح شركات الاتصالات العاملة في تحقيق الحجم الذي حققته شركات في البلدان الأخرى، حيث تتسبب عوامل التكلفة، مقترنة بالمصروفات الباهظة، في جعل الجزائريين أكثر تشككا.