تساؤلات عن دور ظروف العصر في بروز هذا اللون المسرحي الجديد تتحضر كلية الآداب واللغات والفنون قسم الفنون ل"جامعة الدكتور مولاي الطاهر" في سعيدة، لتنظيم الملتقى الدولي "الوان مان شو.. ظاهرة فنية عابرة أم لون مسرحي جديد"، بمشاركة أساتذة ومختصين في المجال، إلى جانب نخبة من الفنانين المسرحيين. وجاء في "إشكالية الملتقى" أن المتتبع للساحة الفنية والمسرحية منها على وجه الخصوص، يلمس بوضوح مدى انتشار ظاهرة "الوان مان شو" التي اكتسحت في الفترات الأخيرة الفضاء المسرحي، واستطاعت أن تزاحم الأجناس المسرحية الأخرى لتستقطب الجماهير بقوة، ولتحقيق ذلك اقترح "الوان مان شو" نفسه للجماهير العريضة على أنه عرض ذو طابع كوميدي، وقد تكرس هذا الانطباع نتيجة تكرارية مركزة لعروض ساخرة، بحيث نلمس أن مجمل عروض ما يسمى ب"الوان مان شو" كانت في غالبيتها كوميدية، سواء من حيث المضامين التي تناولتها، أو حتى على مستوى أسلوب شكل تقديمها، والذي وظف الحركة والإشارة، لدعم هذا الطابع الفكاهي للعرض. وإخضاع مثل هذه الظاهرة التي تقترح نفسها كشكل من أشكال العرض المسرحي، للدرس النقدي يجعلنا نعود إلى أسس الفن الدرامي، وخاصة من حيث تعريفها العام، فمجمل النقاد قد يتفقون على أن المسرح فعل درامي، وجوهر الدراما هو الصراع. ويطرح الملتقى جملة من الأسئلة منها "ماهية هذا الشكل المسرحي المتمثل في الوان مان شو؟ ومدى ارتباطه بجوهر الدراما الذي يعتبر الصراع جوهرها؟ وهل يتأسس هذا العرض على نص درامي مكتوب؟ أم يقوم على ارتجال ممثل مهيئ لطبيعة هذا العرض؟ وهل الوان مان شو ظاهرة مسرحية طبيعية أفرزتها ظروف العصر لتمثل شكلا من أشكال تطور الفن الدرامي أم نتيجة شروط اجتماعية واقتصادية ظرفية، وهل يمكن اعتبار هذا اللون المسرحي بذرة شكل مسرحي جديد لا يزال في مرحلة التبلور". ومن هنا، يناقش المشاركون محاور من بينها "الوان مان شو بين المتعة الفنية والتسلية المحضة، وبين الدرامية والسردية القصصية، وعلاقته بالأشكال الأخرى لعرض الممثل الواحد"، إلى جانب "الأطر التقنية للوان مان شو كالتقنيات وأساليب العرض". وحدد آخر أجل لإرسال الملخصات، بيوم 30 جانفي القادم، بينما يعلن عن الملخصات المقبولة يوم 10 فيفري، على أن ينطلق الملتقى في العاشر مارس.