اختتمت اليوم بالمكتبة الوطنية بالعاصمة، أشغال "الملتقى الدولي للرواية" حول موضوع "الترجمة وتجربة الكتابة والنقد"، الذي حضره عدد من الأدباء. واعتبر المشاركون في ثاني أيام الملتقى من خلال محور "الأدب الجزائري المكتوب بالعربية" أن النقد الجزائري انتقائي ولا يهتم بأي إصدار، حيث أشار الكاتب ميلود يبرير إلى غياب الأكاديميين والروائيين من الجيل الثاني عن الندوة التي يشارك فيها كتاب شباب. ورفض المتدخل ذاته تصنيفات السن والجنس في الكتابة، معتبرا أن الكتابة فعل لا صلة له بالجنس والسن بل ب"المكتوب" أو المضمون، وهو ما أيده الكاتب سفيان مخناش الذي أشار إلى أن الصدى في الجزائر لا يصنعه النقد وأن النقاد الأكاديميين ورغم امتلاكهم للأدوات إلا أنهم "فشلوا في مقاومة ذاتيتهم ونرجسيتهم تجاه الأعمال التي يتناولونها بالدراسة وتناول الكاتب محمد زخروفة علاقته بالكتابة واللغة بالإضافة إلى رؤيته إلى المشهد الأدبي ككاتب قادم من الداخل والتي اعتبرها "مسحية" بحكم "الابتعاد وعدم الارتباط الذاتي مع عناصر المشهد". وأدلت مجموعة من الكاتبات شهاداتهن في حق آسيا جبار وهي الشهادات التي تأسست على العلاقة بها إنسانيا وأدبيا في ذاكرة كل واحدة منهن، وعمدت مايسة باي إلى ذاكرة لقائها بالراحلة في طفولتها كما توقفت فاطمة بخاي عند إصرارها على كتابات آسيا منذ الصغر، وهما الشهادتان الرئيسيتان اللتان دارت حولهما باقي الشهادات. كما أعيد طرح مسألة "الترجمة وعلاقة الأدب الجزائري باللغات". واعتبرت الكاتبة جوهر أمحيس أن التعريف بالأدباء الجزائريين ضرورة لدى النشء؛ مستعرضة نتائج تجربتها في سلسلة "بصمات" التي قدمت من خلالها أدباء الجزائر واعتبر نور الدين الميلي أن الكتابة رسالة إلى للآخر وهو ما فعله كتاب عالميون مثل إسماعيل كداري الذي قدم ألبانيا للعالم وتوفيق الحكيم الذي قدم مصر، وهو ما يفعله الأدب الجزائري المكتوب بمختلف اللغات. وبالنسبة للكاتب جمال ماتي فإن "الأدب هو يد ممدودة للآخر". وحول هذه الفكرة قدم مداخلته التي أصر فيها أن الأدب "يجمع كل الثقافات" مركزا على ضرورة الترجمة خاصة في الجزائر حيث الكتابة بثلاث لغات. وبخصوص الكتابة بأكثر من لغة أشار الكاتب والصحفي بوزيان بن عاشور إلى أنه كتب بالفرنسية ثم بالعربية دون أن يجد إشكال في الانتقال بينهما واستعرض مساره الصحفي والفني الذي "أغنته اللغتان ولم تضر به"، حسب تعبيره.