أعلنت وحدات الأمن المشتركة حربا على بارونات تهريب المشروبات الكحولية التي انتعش نشاطها في الولايات الحدودية قبل أيام قليلة عن احتفالات رأس السنة الميلادية.وأكدت مصادر عليمة أن "مصالح الجمارك والشرطة وحرس الحدود والدرك الوطني تلقت تعليمات صارمة لتعزيز الرقابة بالمراكز الحدودية الدولية وتكثيف المداهمات على مستوى المعابر السرية" حيث تحولت منازل العديد من الأشخاص إلى مستودعات لترويج الخمور بمختلف أنواعها. وذكرت المصادر أن المصالح الأمنية بمختلف أسلاكها تمكنت في ظرف شهرين فقط من حجز أكثر من مليون قارورة من المشروبات الكحولية من مختلف الماركات المحلية والعالمية وأكثرها النبيذ الأحمر والويسكي.ولم تقتصر ظاهرة ترويج الخمور دون رخصة على الولايات الحدودية فحسب حيث زحفت ممارسات الترويج للمشروبات الكحولية إلى القرى والمداشر في معظم الولايات بما فيها تلك المدرجة في خانة "المحافظة" على غرار سكيكدة وميلة وجيجل وأم البواقي. وتنتعش تجارة الخمور وفقا لحصيلة رسمية خلال شهر ديسمبر أكثر من باقي شهور السنة على اعتبار أنه الشهر الذي يزداد فيه الطلب على المشروبات الكحولية من طرف الفنادق والحانات والملاهي الليلية والأشخاص تحضيرا للاحتفال برأس السنة الميلادية حيث يجد البعض في تلك الليلة فرصة سانحة للانفلات من كل الحدود الاجتماعية والأخلاقية. واللافت حسب الأرقام التي اطلّلعت عليها "البلاد" أن أكثر من 150 شخصا متورطا في تهريب الخمور يملك مركبات نفعية وشاحنات تبريد استفاد منها في إطار قروض وكالات "أونساج" و«كناك" و«أونجام" حيث أكد معظمهم أن "ما يدرّه عليهم شهر ديسمبر بفعل تهريب المشروبات الكحولية يغنيهم عن العمل طوال باقي أشهر السنة". وتشن وحدات الأمن عمليات مطاردة واسعة هذه الأيام من خلال تكثيف دورياتها لتضييق الخناق على بارونات الخمر حيث تمكنت مصالح الجمارك بولاية غليزان ليلة أول أمس من حجز 3873 قارورة خمر بدون ترخيص وهذا على مستوى الطريق الوطني رقم 4، حيث تم تحويل المتهم إلى العدالة في انتظار محاكمته. وبالموازاة نجحت أمس وحدات الدرك الوطني في كل من تبسة وسوق أهراس والطارف من وضع يدها على قرابة 50 ألف قارورة خمر في طريقها إلى التهريب نحوجمهورية تونس. وعلى نفس الصعيد صادرت وحدات الدرك أزيد من 20 ألف قارورة من المشروبات الكحولية خلال حاجز أمني على الطريق الوطني رقم واحد الرابط بين ولايتي الجلفة والأغواط، وقبلها بيوم تمكنت مجموعة الدرك الوطني لولاية عين الدفى من توقيف سيارة على متنها 738 قارورة خمر. ومن جهة أخرى بدأت اللجان الأمنية المحلية بالولايات في عقد اجتماعاتها لاستعراض محاور الخطة الأمنية لتأمين ليلة رأس السنة الميلادية واحتفالات العام الجديد.