السلطات الفرنسية تتجاهل الدور التحريضي لوسائل إعلامها فاد تقرير للمرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا في فرنسا، إلى تزايد الاعتداءات والتّهديدات بحقّ المسلمين خلال السنة المنقضية بثلاثة أضعاف مقارنةً بسنة 2014، وهي الأرقام التي أكدتها اللجنة الوزارية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية التابعة للداخلية الفرنسية ووصفتها "بالمقلقة". وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، بيرنارد كازنوف، أن الأعمال المعادية للإسلام قد "تضاعفت بثلاث مرات في عام 2015" بينما ظلت الأعمال المعادية للسامية في "نسبة مرتفعة"، موضحا أن "عدد الأعمال المعادية للإسلام بلغت 400 عمل في عام 2015"، وهو أعلى رقم يسجل منذ عام 2011 أي منذ تاريخ تأسيس مرصد مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا التابع للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي يشرف على المساجد والجمعيات الإسلامية في البلاد. بينما سجل في عام 2014 حوالي 133 عملا معاديا للإسلام بناء على البلاغات وسجل الحوادث الرسمية لدى وزارة الداخلية. وتابع كازنوف أن "نصف الأعمال المعادية للإسلام في عام 2015 قد ارتكبت خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة، أي في أعقاب الهجوم الإرهابي على جريدة شارلي إيبدو الساخرة، وعملية احتجاز الرهائن في متجر يهودي". أما بالنسبة للجالية اليهودية، فأشار كازنوف إلى أن "الاعتداءات والتهديدات المعادية للسامية لم تتجاوز منذ عام 2005، 800 عمل سوى في عامي 2009 و2014، وهي ردود فعل مرتبطة بمدى اشتداد حدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وأشار إلى أن أماكن العبادة المسيحية عرفت اعتداءات عديدة، إذ سجل خلال عام 2015 حوالي 810 محاولات اعتداء، بنسبة زيادة 20 في المائة مقارنة بالسنوات الماضية". وشدد وزير الداخلية على "رفضه التام كوزير مسؤول عن الأديان في البلاد هذه الأعمال المعادية للديانات"، مؤكدا "على ملاحقة الجناة ومعاقبتهم قانونيا". وإذا كانت الإسلاموفوبيا تتصاعد منذ نحو عشر سنوات، فإن اعتداءات سنة 2015، "خلقت شكلاً من الهستيريا المُساعدة على تصاعد هذه الأعمال"، كما تقول المتحدثة باسم مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا إلزا رَاي. وشهدت فرنسا عام 2014 ما يقارب 764 عملاً عدائياً ضد المسلمين، مقابل 691 عام 2013. وتراوح هذه الأعمال والاعتداءات ما بين التمييز (586 حالة) وما يقارب المائة من الخطابات والكلام العدائي، إضافة إلى حالات إتلاف وتخريب وتدنيس (25 حالة) واعتداء لفظي (28) واعتداء جسدي (22). وكانت للنساء حصة الأسد في هذه الاعتداءات (80 في المائة). ومن اللافت أن معظم هذه الأعمال والاعتداءات لا تنتهي عند الشرطة أو عند القضاء. ويسود حذرٌ متزايد من مسلمي فرنسا تجاه وسائل الإعلام وتجاه رجال الشرطة أيضاً، في الوقت الذي تحظى فيه الشرطة هذه الأيام، بأعلى درجات الشعبية في تاريخ فرنسا.