ارتفعت أحداث "الإسلاموفوبيا" في فرنسا بنسبة 70 % خلال شهر يناير الماضي ، عن نفس الفترة خلال عام 2014، بحسب تقرير لمنظمة حقوقية فرنسية مستقلة. وقال "تجمع مناهضة الإسلاموفوبيا في فرنسا في تقرير له إن : "أحداث "الإسلاموفوبيا"، ارتفعت بنسبة 70% في يناير 2015 عن ذات الفترة من عام 2014، وسجل التقرير 153 واقعة معادية للإسلام منذ وقوع الهجمات الإرهابية على مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية الساخرة يوم 7 يناير الماضي، حتى 7 فبراير منها 33 حالة اعتداء على دور عبادة إسلامية. وأضاف التقرير أن "عام 2014 شهد 764 واقعة معادية للإسلام بزيادة تقدر بنحو 10% عن الأحداث العنصرية التي تعرض لها مسلمون في 2013 والتي بلغت 691 واقعة. وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، فقد "بلغت حالات التمييز ضد المسلمين في الشركات والمؤسسات العامة، أو من قبل أفراد 586 حالة تمييز ، كما تم تسجيل 103 خطابات وآراء مناهضة للمسلمين ، فيما بلغت الانتهاكات اللفظية 28 حالة والانتهاكات الجسدية 22 واقعة ، بينما تم تسجيل 25 حالة تدنيس لأماكن عبادة ومؤسسات إسلامية". ونقلت الإعلام عن "اليسا راي"، المتحدثة باسم التجمع قولها إن "4 ضحايا من بين كل خمسة من النساء المسلمات ، وخاصة تلك التي ترتدي الحجاب "، مشيرة إلى أن 420 حالة إسلاموفوبيا كانت داخل المؤسسات العامة سواء مدارس بلديات أو أقسام شرطة وغيرها من المؤسسات العامة. وأضافت اليسا: "في العشر سنوات الماضية تتزايد الإسلاموفوبيا في المجتمع الفرنسي بصورة أصبحت هيستيرية وهيكلية زادت بشكل ملحوظ بعد الهجمات الأخيرة "، في إشارة إلى الهجمات التي تعرضت لها صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة التي اعتادت على نشر رسوم مسيئة للرسول محمد (ص)، والهجمات على المتجر اليهودي بباريس واللذين نفذهما إسلاميون متطرفون في يناير و أسفرا عن مقتل 17 شخصًا. ومضت قائلة: "هناك حالة من انعدام الثقة من قبل المسلمين تجاه وسائل الإعلام الفرنسية التي تغفل الحديث عما يتعرضون له من أحداث عنصرية ، كما أنهم لا يثقون في موقف الشرطة تجاههم خاصة مع الهجمات الأخيرة مما يجعل الموقف أكثر صعوبة بالنسبة لهم". وأشارت إلى أن الشكاوي من تعرض مسلمين لأحداث عنصرية والتي وردت لوزارة الداخلية وتلك الإحصائيات التابعة "لمرصد الإسلاموفوبيا "، الجهاز التابع للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، بالإضافة إلى احصائيات التجمع التي تعمل به جميعها ، تؤكد على التصاعد المستمر للإسلاموفوبيا في المجتمع الفرنسي ، ويستخدم تجمع مناهضة "الإسلاموفوبيا" في فرنسا طريقة خاصة في الإحصاء حيث يجمع الشكاوى الواردة إليه من مسلمين ومنظمات إسلامية بفرنسا ، وكذلك يعتمد على الأرقام الواردة في التقارير الصحفية بشأن الاعتداءات العنصرية على مسلمين. من جهتها ، قالت ليلي شارف المسؤولة القانونية في "تجمع مناهضة الإسلاموفوبيا بفرنسا " إنه : "لم يكن هناك في السابق اعتراف بكلمة إسلاموفوبيا في المجتمع الفرنسي "، وأضافت أن "الأحزاب والحكومة ذاتها كانت ترفض أصلًا أن يتم استخدام هذا اللفظ ، ولكن الرئيس الفرنسي (فرانسوا أولاند) تحدث بنفسه مؤخرًا، عن وجود إسلاموفوبيا في المجتمع، وهذا يعتبر تطورًا حقيقيًا أن يستخدم الرئيس كلمة إسلاموفوبيا ". وحذرت ليلى من خطورة تصاعد العنصرية ضد أطفال المسلمين، مشيرة إلى أن 3 أطفال تم استجوابهم في أقسام الشرطة في يناير و فبراير الجاري بتهمة "مدح الإرهاب "، وقالت إن "التجمع يتولى مسؤولية الدفاع عن حقوق هؤلاء الأطفال واستطعنا بالفعل تجميع 25 ألف توقيع لمساندة الأطفال الثلاثة ". وكانت الشرطة بمدينة "كانيه سور مار" بإقليم "الألب البحرية "، جنوبي فرنسا ، قد استجوبت تلميذة في العاشرة من عمرها بعد اتهامها ب"مدح الإرهاب " بعد أن كتبت التلميذة جملة في كراسة الواجب قالت فيها : "أنا مع قام به الإرهابيون من قتل للصحفيين لأنهم يسخرون من ديننا ".