رئيس نقابة الأئمة: نحن مع كل مبادرة بشرط الابتعاد عن الفتنة دخل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر في حملة مليونية لمحاربة المخامر والملاهي الليلية، بعد الأحداث الأخيرة الأليمة التي عرفها كل من الملهى الليلي بالاس بالبليدة وملهى الشط الأزرق بزرالدة بين رواد الرذيلة وشباب الأحياء الشعبية. وعرفت الحملة التي كانت تحت شعار "معا للقضاء على المخامر" و«لانريد المخامر في بلاد الشهداء"، تداولا منقطع النظير من خلال "بارتجي" و«دير جام"، حيث أعاد نشرها العديد من الشباب الجزائريين، الذين يريدون القضاء على الظاهرة، لما تسببت فيه في الآونة الأخيرة من خدش للحياء وسط الأحياء الشعبية وارتفاع وتيرة الإجرام والمشادات بين السكارى والسكان في المناطق الساحلية وبالقرب من التجمعات السكنية، وأدت إلى تسجيل عدة انتفاضات في الولايات المجاورة ضد الحانات والمخامر وبيوت الدعارة، وجاءت الحملة، حسب عارفين بالميدان، بسبب الأحداث الأليمة التي وقعت في أقل من شهر، في مختلف مناطق الوطن أهمها حادث مركب الشط الأزرق بزرالدة في العاصمة، والذي أدى إلى اندلاع حريق مهول بعد حرب بين عصابتين، انتهت بسقوط سبعة قتلى بما فيهم امرأتان أحرقوا عنوة "بالألعاب البحرية والسينيال" وأدت إلى سقوط ثلاثة جرحى، في ليلة سوداء أدخلت السكان المجاورين للمركب في دوامة من الهلع والرعب، ولم يكد يستفيق العاصميين من أحداث أزور، وأخبار التحقيقات التي أدت إلى توقيف 15 متورطا، حتى انتشرت تقارير وأخبار عن حرب عصابات جرت في ملهى بالاس بالبليدة بين السكارى والعاهرات وبين شباب المنطقة الذين انتفضوا في ليلة طويلة انتهت باقتياد أكثر من 70 شابا إلى مركز الشرطة، ولم تهدأ الأمور وغضب الانتقام بين الأهالي، حتى أصدر والي البليدة قرارا استعجاليا، بالغلق الفوري، لفندق "الأنيق" بحي بن بوالعيد في عاصمة الولاية والمعروف في الأوساط الشعبية ب«بالأس". وسارعت مصالح الأمن الولائي، مدعمة بفرق الشرطة القضائية ووحدات حفظ النظام، بتنفيذ عملية التشميع القانوني، ومنع أي حركة بهذا المبنى تفاديا لاندلاع المواجهات التي بررها السكان بانتشار الرذيلة والأفعال المخلة بالحياء والآداب التي يرتكبها السكارى ورواد الفندق وهوما أثار حفيظتهم. إلى جانب ذلك، انتفض سكان الغرب الجزائري وبالتحديد في ولاية وهران ضد الحانات المنتشرة عبر ضفاف الولاية وكورنيشها، وهو ما جعل رواد الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي يطلقون حملة لمحاربة الظاهرة. من جهته أكد الدكتور عجيمي، رئيس نقابة الأئمة وعمال الشؤون الدينية في اتصال مع "البلاد"، أنهم مع كل مبادرة سلمية تدعو إلى محاربة الرذيلة بمختلف أشكالها، شريطة أن تتغلب الحكمة على التهور والانسياق وراء العواطف، لأنه لا يمكن محاربة منكر بمنكر أشد منه، ولتحقيق الهدف المرجو من الحملة يجب التركيز على غلق كل الأبواب التي يراد من خلالها استغلال مثل هذه الحملات لإشعال نار الفتنة والفوضى في البلاد، داعيا رواد المخامر والملاهي الليلية إلى الابتعاد عن هذا المستنقع القذر. للإشارة، سبق وأن أقامت جمعيات مدنية وأحزاب سياسية مبادرة وحملة لتطهير الولايات الساحلة من الملاهي الليلية والحانات، تزامنا مع موسم الاصطياف. وعرفت المبادرة نجاحا واسعا، مثلها مثل الانتفاضة الشعبية التي صاحبت تعليمة وزير التجارة السابق عمارة بن يونس الذي رخص لتجارة الخمور، متذرعا بشروط الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، الأمر الذي أثار حفيظة معظم الجزائريين والأئمة وحتى بعض الأحزاب الذين عارضوا تعليمة بن يونس، ما أدى بالوزير الأول عبد المالك سلال إلى تجميد قرار بيع الخمر وأكدت دراسة حديثة وجود مايقارب 70 مصنعا للخمور و1700 مُنتجا للمشروبات الكحولية على المستوى الوطني يعمل معظمها بشكل غير قانوني، رغم أن القانون الجزائري لا يتضمّن أية مادة تمنع نشاط البيع لدى تجار الجملة مما يساعد هؤلاء على التهرب من دفع الضرائب وممارسة النشاط بشكل غير شرعي، في وقت تحاول فيه الحكومة العمل على تنويع مصادر الدخل بعد الأزمة المالية التي تضرب الخزينة العمومية بسبب هبوط أسعار النفط. وتشير التقارير إلى ما يعادل 3 ملايير دولار لنشاط غير معلن عنه في هذا القطاع.