عقد مسؤولون عسكريون من الولاياتالمتحدةوروسيا محادثات، في جنيف قبل اجتماع للأمم المتحدة اليوم الجمعة، بهدف محاولة وقف الأعمال القتالية في سوريا، حسب ما أكده دبلوماسيون لوكالة "رويترز". وأضاف الدبلوماسيون أن الاجتماع الثنائي، الذي لم يعلن عنه مسبقاً، يهدف إلى تضييق الهوة بين مواقف البلدين قبل أن تترأسا اجتماعا للأمم المتحدة عن هذه المسألة، وأحجموا عن ذكر تفاصيل. من جهته، أوضح دبلوماسي قريب من العملية أن "الفكرة من المسألة برمتها هي أن تكون لروسياوالولاياتالمتحدة وجهة نظر مشتركة". وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن مجموعة العمل التي شكلت لبحث وقف الأعمال القتالية في سوريا ستجتمع للمرة الأولى في جنيف بعد ظهر اليوم الجمعة. وقال المتحدث باسم الوزارة مايكل شيفر: "نتوقع أن يعقد أول اجتماع لمجموعة العمل لوقف إطلاق النار بعد ظهر اليوم في جنيف. الروس والأميركيون يرأسون هذا الاجتماع". وأضاف: "نعلم أن محادثات مكثفة تجري. نتوقع إحراز تقدم. ستشارك ألمانيا أيضا في الاجتماع بعد ظهر اليوم. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الاتفاق على خفض كبير في العنف بين جميع الأطراف التي شاركت في محادثات جنيف". ومضى يقول إن المسؤولين الروس والأميركيين مجتمعون للإعداد للاجتماع الموسع. من جهة أخرى، تعقد مجموعة العمل المعنية بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا اجتماعاً في جنيف لتقييم الوضع في عدد من المدن، بينها مضايا المحاصرة، يشارك في الاجتماع كل من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا، وممثلون عن أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا. وقال دي ميستورا إن إيصال المساعدات الإنسانية ليس فقط مهما ولكنه ضروري، مضيفاً أن هناك أكثر من 400 ألف شخص يعيشون في المناطق المحاصرة من قبل النظام، والمعارضة وداعش. من ناحية أخرى، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد وأطرافاً أخرى في الصراع يجب أن يستمعوا لنصائح موسكو بشأن سبل وقف القتال في سوريا. ويأتي هذا بعد انتقادات وجّهها سفير روسيا لدى الأممالمتحدة، فيتالي تشوركين، إلى النظام السوري والتصريحات الأخيرة للأسد والتي تمسك فيها بالحسم العسكري حتى استعادة كافة الأراضي من المعارضة المسلحة، وفق صحيفة كومرسانت الروسية. فبحسب تشوركين فإن هذه التصريحات تعرقل ما تبذله موسكو من جهود دبلوماسية وسياسية وحتى عسكرية لإنهاء الصراع في سوريا، على حد تعبيره.ولم يكتف السفير بانتقاد الأسد بل حذر النظام بضرورة الامتثال لتوصيات موسكو للخروج من الأزمة، لافتاً إلى أن عدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار من شأنه إطالة أمد الصراع في سوريا. كما أوضح أن النظام عليه أن يعلم الجانب الروسي بخططه، داعياً إياه باتباع تعليمات موسكو للخروج من الأزمة بكرامته. كذلك ذكر تشوركين أن تصريحات الأسد تدل على عدم توافق مع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها موسكو لمساعدة النظام، مشيراً إلى أن قوات النظام لم تصمد طويلاً أمام خصومها قبل العمليات الروسية وأن التقدم الذي أحرزته مؤخراً كان بفضل جهود الدعم الذي وفرته مقاتلات الجيش الروسي.