أنا عصامي ولن أتوقف عن الإنشاد إلى أن ألقى الله يتحدث الفائز بلقب "منشد الشارقة" لعام 2011 عبد الحميد بن سراج في هذا الحوار ل "البلاد" عن واقع الأنشودة اليوم في الجزائر، ودور الفيديو كليب ومواقع التواصل الاجتماعي في التعريف بالمنشدين، ويعود إلى لحظة تتويجه وكيف ساهم برنامج منشد الشارقة في التعريف باسمه للجمهور الجزائري والعربي كما يكشف عن جديده الفني.. مضى خمس سنوات على تتويجك بلقب "منشد الشارقة" ما الذي تحقق في هذه الفترة على الصعيد الفني؟ لقد منحني لقب "منشد الشارقة" تواجدا مهما في ساحة الأنشودة الدينية، ومنحني تأشيرة التواصل أكثر مع مهرجانات الإنشاد المحلية والدولية، قمت بتسجيل الكثير من الأناشيد وصورت فيديو كليب بعنوان "عبير السيرة" إلى جانب مشاركاتي في الكثير من البرامج التلفزيونية في بلدي وخارجه وحللت ضيفا على الكثير من المحطات الإذاعية أيضا هنا وهناك . ارتبط اسمك ببرنامج "منشد الشارقة" فهل لا يزال هذا اللقب يروق لك؟ أنا اليوم منشد جزائري يفتخر بجزائريته، ولقب "منشد الشارقة" ارتبط بعنوان البرنامج التنافسي الذي شاركت فيه، وبفترة كنت أتنافس فيها على الفوز بالمرتبة الأولى وتشريف بلدي التي أفتخر أنني مثلتها خير تمثيل بتوفيق من الله وأنا اليوم أحرص على التواصل مع من يحب الكلمة الهادفة واللحن الأصيل. أنت موهبة اختارها الجمهور الجزائري والعربي بموجب التصويت لك لكن أين كنت قبل أن تشارك في برنامج منشد الشارقة؟ أنا منشد منذ منتصف التسعينات، ولو انقطع يوما عن أداء الأغنية الدينية، سواء ضمن مختلف الفرق الإنشادية أو بمفردي، وأعتبر نفسي عصامي، اعترف أنني لم اكن معروفا من ذي قبل، إلى أن جاءت مشاركتي في برنامج "منشد الشارقة" الذي عرفني بالكثير من الناس. حظوظ المنشدين الجزائريين وفيرة في برنامج "منشد الشارقة"، آخرها تتويج علي صحراوي بالمرتبة الثانية هل كنت تدعم المواهب الجزائرية المشاركة وكيف؟ بالفعل المشاركة الجزائرية في هذا البرنامج التنافسي، بدأت ولا تزال مشرفة من بداية الطبعة الأولى وصولا إلى آخر مشاركة لعلي صحراوي من عبن الحجل ولاية مسيلة، لقد مثل الجزائر أحسن تمثيل، تمنيا لو فاز باللقب هو أيضا ليكون بهذا رابع منشد جزائري متوج لكنه احتل المرتبة الثانية وهذا أيضا تشريفا يحسب له، منذ أن حل بالبرنامج وهو يتواصل مع المنشدين الجزائريين ممن سبقوه وكنا ندعمه بالتصويت والتشجيع. كنت حريصا على إظهار الموروث الجزائري في ذات البرنامج شكلا وأداء هل كان هذا أمرا مقصودا؟ طبعا أمرا مقصودا.. كنت حريصا على إظهار هويتي الجزائرية وانتمائي إلى بيئة مميزة، فكنت أرتدي "البرنوس" وأغني على وقع موسيقى الطابع الصحراوي التي أبهرت العرب من المشاركين ولجنة التحكيم، بالنهاية هذي قناعات أنا أؤمن بها بل كوني جزائري فرض علي أن هذا وكنت ألمس وقع تراث بلدي في نفوس الجميع هناك ن كنت اغني من التراث الجزائري لم يكن بعضه مفهوما لكن يتجاوبن بانبهار بها خاصة الطابع الصحراوي. أحد أعضاء لجنة تحكيم برنامج "منشد الشارقة" دعا الدولة الجزائرية إلى الاهتمام بك هل وصلت رسالته؟ كان المنشد "أبو خاطر" عضو لجنة التحكيم من قال هذا، والحمد لله مباشرة بعد عودتي إلى الجزائر تلقيت الكثير من التكريمات من السلطات المعنية، لكني دعيني أقول إنني وكثير من المواهب مثلي نحتاج إلى دعم أكبر للمواصلة في مجال الأنشودة.. ودعيني اخبر كان فيديو كليب "عبير السيرة" تبرع لي به شخص "محسن" من ولاية سطيف أفضل أن لا أذكر اسمه لأنها رغبته، ولكن اسأل الله أن يكتبها في ميزان حسناته يوم القيامة. اتسعت دائرة الأنشودة وأصبحت تمثل ظاهرة استقطبت عدد كبير من الشباب ولعل أغاني سامي يوسف وماهر زين مثلا خير دليل ما تعليقك؟ هذا واقع.. والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والأغنية المصورة كلها عوامل ساهمت في هذا الانتشار وفي ظرف وجيز جدا، الفيديو كليب اليوم يلعب دورا كبيرا في استقطاب الملايين من الشباب من محبي الإنشاد ومن غير محبيه والذين أصبحوا يرددون الأناشيد ويحضرون حفلات المنشدين حتى أنهم جعلوا من أغانيهم رنات بهواتفهم . حتى أن المنشد اللبناني الأصل ماهر زين وصل المعجبون بصفحته غبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" 25 مليون كيف تقرأ هذا الانتشار؟ لأن الأنشودة خرجت من طقوسها الضيقة، وكما قلت لك سابقا الأغنية المصورة تلعب دورا كبيرا بشكل أو بآخر، مع بعض من التجديد في الآلات الموسيقية وفق مشارب الإنشاد وقناعات المنشد و تربيته الروحية كما أ، العصر الذي نعيش فيه اليوم يفرض هذا والأنشودة تحررت من الانغلاق وأصبحت تصل إلى كل الناس . تعرف نفسك في صفحتك بالفيسبوك ب "فنان ملتزم" لا "منشد".. ألا تعتقد أن الالتزام لا يفرض أداء الأنشودة فهناك فنانون ملتزمون لا يغنون الأناشيد ما تعليقك؟ هذه مجرد مسميات بالنسبة لي، فكلا ملتزمون في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وهدفنا إيصال الكلمة الهادفة واللحن الأصيل، كل منا له رسالة يؤديها ونحن لا نتدخل في نوايا الأشخاص، الأهم من هذا إننا أن نحافظ على ثوابت الأنشودة. كيف تقيم واقع الأنشودة في الجزائر اليوم؟ هي في تطور مستمر مقارنة بالسابق، من باب الانفتاح الإعلامي، وزارة الثقافة أسست أربع مهرجانات محلية لهذا الغرض، في مستغانم وورقلة وبوسعادة وقالمة ومهرجان دولي في قسنطينة أما عن نفسي مستمر في هذا المجال إلى أن ألقى الله، سواء دعمت أم لم ادعم، أنا وأمثالي تربينا في المساجد ودعمنا الدعاة وشجعونا لنوازيهم في إيصال رسالة حب الله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم وحب الخير للناس جميعا، ودعيني أقول أن الأنشودة لا تقتصر على المديح بل يجب أن تطرق كل الأبواب والمواضيع كالخمر والمخدرات واليتم والأم. ما هو جديدك؟ أحضر لأغنية جديدة عن فلسطين، وكانت لي مشاركة منذ أيام في المغرب في المهرجان الأول للمولد النبوي الشريف.