تعهد فرنسوا هولاند، القيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي، أمس، بتطوير العلاقات مع الجزائر في حالة فوز حزبه خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفرنسية في .2012وقال في لقاء صحفي مشترك مع أمين عام جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم بمقر الافالان، إذا وصلنا للحكم سنعطي قوة ودفعا جديدا لهذه العلاقة·وأضاف الكاتب الأول السابق للحزب الاشتراكي الساعي للحصول على ترشيح حزبه للانتخابات الرئاسية المقبلة، أنه يريد تجسيد التعاون بين البلدين بدل الاكتفاء بوثائق في إشارة إلى اتفاقية الصداقة التي تجمد مشروعها في ,2005 وفتح آفاق جديدة في علاقات البلدين من خلال جلب استثمارات قوية وتطوير المبادلات الاقتصادية والبشرية والعاطفية، على حد تعبيره· كما تحدث عن العلاقات التي تجمع البلدين وارتباط قطاع كبير من الفرنسيين بالجزائر والجزائريين بفرنسا·وأعلن هولاند عن تحضير حزبه للاحتفال بالذكرى ال50 لاستقلال الجزائر، مضيفا أن الحدث مناسب للحديث عن ما نراه ونعتقده وكيف تكون هذه العلاقات في السنوات الخمسين المقبلة، أو على الأقل في السنوات الخمس المقبلة المحتمل أن يحكم فيها الاشتراكيون· وتبنى كل من بلخادم وهولاند المواقف التقليدية للدولتين والحزبين في قضية الماضي الاستعماري· وفي هذا الصدد دعا المتحدث الذي تعود صلته ببلادنا لفترة السبعينات، إلى أهمية فتح صفحة جديدة والمضي نحو المستقبل· بينما اشترط بلخادم أولا قيام فرنسا بالاعتراف بالفعل الاستعماري للمضي إلى الأمام، منددا بالانحراف المسجل في فرنسا من خلال إعطاء الشرعية المؤسساتية للفعل الاستعماري في إشارة إلى مؤسسة الذاكرة التي يقودها حركى سابقون· وقال أمين عام الأفالان في هذا الصدد، إن الاحتلال جريمة وينبغي أن يعترف الفرنسيون بأنه فعل مدان بغض النظر عن الجوانب الجنائية والقانونية، في إشارة إلى مأزق المتابعات القضائية في حق مجرمي الحرب· وعقب هولاند في رد على سؤال بهذا الخصوص، أنه على اليسار الفرنسي أن ينظر إلى إرثه بهذا الخصوص، مضيفا أنه لم يغير موقفه الصادر في 2005 بخصوص معارضة قانون تجريم الاستعمار، وإدانة الفعل الاستعماري، ملمحا بأن مواقفه هذه أثارت له مشاكل حتى داخل حزبه· وأشار هولندا إلى تناول قضايا تخص الاتحاد من اجل المتوسط في محادثاته مع أمين عام الافالان، وفي هذه النقطة تدخل عبد العزيز خادم بالقول تمنينا هبوب رياح جديدة، ثم عقب مساعد الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتيران بالقول يجب أن تكون هناك رياح أولا· وأطلق هولند إشارات ود للجانب الجزائري، من خلال التعبير عن خطته لمنح الجزائر دور المحرك في المنتدى الجديد رفقة فرنسا وإعطائها مكانتها، عكس توجه الرئيس الحالي الذي اعتمد في ذلك على مصر· وأعرب ممثل الحزب الاشتراكي الفرنسي عن دعمه لانضمام جبهة التحرير الوطني إلى الأممية الاشتراكية، مشير أن القرار بيد جبهة التحرير لتحديد كيف له أن يقوم بذلك· وتصطدم رغبة الافالان المعبر عنها منذ بداية العشرية للعودة إلى الأممية الاشتراكية، بمعارضة الأفافاس الذي يعطيه النظام الداخلي حق الفيتو وهو ما عمل به في حق الأرسيدي أيضا·ملف الرئاسيات الفرنسية المقبلة حضر في المحادثات التي جمعت الطرفين، لكن هولاند قال إنه لم يأت للجزائر كمرشح يبحث عن الدعم· في حين قال بلخادم إن الرئاسيات الفرنسية شأن داخلي وليس من حقنا التدخل فيها ويجب احترام إرادة الفرنسيين، وتمنى لهولاند حظا سعيدا وربما لنفسه أيضا·