أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تبقى مرهونة باعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية، باعتبار أن »الاستعمار هو فعل مدان«، كما عبر عن رفضه لأن يكون موعد 2012 المخلد للذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر فرصة أمام فرنسا لكتابة التاريخ الرسمي للجزائر. استهل عبد العزيز بلخادم الندوة الصحفية التي نشطها مناصفة مع فرنسوا هولند العضو القيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي بمقر الحزب، بالعاصمة، بالترحيب بهذا الأخير الذي قال إنه صديق للجزائر، حيث أشار إلى فحوى الحديث الذي جمعه مع العضو القيادي في الحزب الاشتراكي والذي دار حول العلاقات بين الحزبين والشعبين الجزائري والفرنسي، كما تم الحديث عن واجب الذاكرة وضرورة تعميق العلاقات الثنائية. مواضيع أخرى أشار إليها بلخادم كانت في لب اللقاء، على غرار الوضع الاقتصادي والسياسي في المنطقة، الأزمة المالية في أوربا، فلسطين، الاتحاد من أجل المتوسط، مسار برشلونة، كما قارنا الوضعيات التي يمر عليها الحزبين وتكلمنا على مستقبل اليسار في فرنسا. وعن علاقة الأفلان بالحزب الاشتراكي الفرنسي، أكد بلخادم أن هناك عدة قواسم مشتركة بين الحزبين ويمكن العمل على تطويرها أكثر فأكثر، وذلك في إطار تفهم متبادل وانطلاقا من واجب الذاكرة الذي يجب تثمينه. وفي سياق متصل، أكد الأمين العام للأفلان أنّه تطرق مع هولند إلى استحقاقات 2012، التي اعتبرها الطرفان بالغة الأهمية، حيث طرح الطرف الجزائري استفهامات حول ما سيتم تحضيره في الضفة الأخرى من المتوسط فيما يخص كتابة التاريخ، ومن هذا المنطلق قال بلخادم »نحن بصدد التحضير للذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، ونرفض أن تكون هذه الذكرى فرصة لكتابة التاريخ الرسمي، لأن الجزائر بلد سيد في قراره، كما أن الحنين إلى الفردوس المفقود يجب أن يموت في ضمائر من لا يزالون يعملون على تبييض وجوه الاحتلال، فالاستعمار حدث مدان بغض النظر عن كل شيء«. واستطرد موضحا، أنه »لا يمكن بناء علاقات بين الجزائروفرنسا إلا إذا اعترفت فرنسا بأن الاستعمار جريمة، لا يمكننا أن نفهم كيف يمجد الاستعمار ويتم مأسسة هذا التمجيد والكل يعلم كل جرائمه«. وبالمقابل أشار بلخادم إلى ضرورة الذهاب نحو الأمام دون أن »ننسى واجب الذاكرة«. كما عبر الأمين العام للأفلان عن عدم رضاه على مستوى الاستثمارات الفرنسية في الجزائر التي قال إنها دون المستوى المطلوب، مشكل تنقل الأشخاص وعدم منح التأشيرات بما فيه الكفاية. ولدى تطرقه إلى الاتحاد من أجل المتوسط، قال بلخادم إنه »مشروع متعثر وكان ينبغي أن يراجع مسار برشلونة في آلياته من خلال تفعيل الصناديق الهيكلية للاتحاد الأوروبي والاستثمارات في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط وكذا تسهيل تنقل الأشخاص والمساعدة على حل الصراع العربي-الصهيوني من خلل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس«. وأكد في هذا الصدد أن »الاتحاد من أجل المتوسط لا يمكنه أن يكون بديلا لمسار برشلونة الذي بالرغم من نتائجه المحتشمة إلا انه كان يحمل أهدافا سخية«. وفي رده على سؤال حول الرهائن الفرنسيين المحتجزين في منطقة الساحل، قال بلخادم، »إننا ندين الإرهاب وخطف الرهائن مهما كانت جنسيتهم ومهما كانوا الفاعلين، الإرهاب ظاهرة دولية ويجب التصدي لها كما يجب التفريق بين الإرهاب والإسلام، فالجزائر خاضت معركة دبلوماسية لتمرير قانون تجريد دفع الفدية لأن هذا الفعل يساهم في توفير مصادر تمويل الإرهاب وعليه يجب تنسيق جهود العالم لتحرير الرهائن ومواجهة الإرهاب«.