منع الأجانب من الالتحاق بمراكز الإنتاج اتخذت قوات الجيش الوطني الشعبي، العديد من الإجراءات الأمنية المشددة عقب العملية الإرهابية التي مست مصنع إنتاج الغاز بمدينة المنيعة، كما قامت قوات الجيش عمليات تمشيط المنطقة، من خلال تنظيم طلعات جوية بطائرات الهليكوبتر، بالإضافة لإشراك مجموعات قتالية من فرق المشاة. فيما منعت الشركات النفطية العاملة في الجنوب موظفيها الأجانب من مغادرة قواعد الحياة، وذلك في إجراء احترازي. ذكرت مصادر من مدينة المنيعة، أن قوات الجيش استرجعت قذيفة "هاون" استعملتها الجماعة الإرهابية التي نفذت العملية على مصنع الغاز بالخريشبة، مشيرة إلى أن الجماعة الإرهابية أطلقت 3 قذائف "هاون" اثنتان انفجرتا وقذيفة أخرى لم تنفجر استرجعتها قوات الجيش، التي كثفت من تواجدها العسكري في المنطقة، حيث تم إطلاق عمليات تمشيط واسعة تحت قيادة الناحية العسكرية الرابعة التي يقع تحت سيطرتها مصنع إنتاج الغاز، وبالتنسيق مع الناحية العسكرية الثالثة بالجهة الغربية والناحية العسكرية السادسة من الناحية الجنوبية، وحسب ما ذكرته ذات المصادر ل«البلاد" فإن قوات الجيش تستعمل في تمشيطها العديد من الوسائل الملائمة، على غرار طائرات الهيلكوبتر، بالإضافة لإشراك عدد لا بأس به من المجموعات القتالية من فرق المشاة. من جهة أخرى، ذكرت مصادر من داخل أحد مصانع الغاز بمدينة عين صالح، أن الشركات النفطية متعددة الجنسيات، لجأت لعدد من التدابير الأمنية وذلك بالتنسيق مع شركات الحراسة الخاصة ومع قوات الجيش والدرك الوطني المتواجدة بعين المكان، حيث تقرر منع العمال الأجانب من الخروج من قواعد الحياة وعدم التحاقهم بمنصات الإنتاج، وذلك إلى إشعار لاحق، مخافة حدوث أي محاولات أخرى لأخذ الأجانب كرهائن مثل ما حدث في تيڤنتورين، كما تم الاعتماد على وحدات أمنية متقدمة لحماية أماكن عمل وإقامة العمال الجزائريين والأجانب من أي محاولات أخرى مماثلة. وتأتي العملية الإرهابية التي استهدفت مصنع إنتاج الغاز بالمنيعة، أسابيع قليلة فقط بعد محاولة "داعش" الاستيلاء على مدينة بنقردان التونسية لإعلانها "إمارة داعشية"، بعد أيام فقط من اكتشاف قوات الجيش لأسلحة ثقيلة بمدينة قمار في ولاية وادي سوف، وهي محاولة من الجماعات الإرهابية للرد على التنسيق الأمني الجزائري التونسي، أو لتشتيت وخلط حسابات قوات الجيش وهو الأمر الذي لم يتم. فيما أعلن التنظيم الإرهابي المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مسؤوليته عن الهجوم بالصواريخ الذي استهدف محطة للغاز بالخريشبة جنوب المنيعة صباح اليوم الجمعة الماضية، وقال التنظيم الإرهابي في بيان له إنه هاجم مجمع وقاعدة بريتش بيتروليوم البريطانية، وأشار التنظيم الإرهابي في بيانه المقتضب إلى أن المحطة تم استهدافها ب«عدة صواريخ أرض-أرض 130 ملم متوسطة المدى"، وذكر أن الهجوم يدخل في سياق "الحرب على مصالح الصليبيين في أي مكان"، وقال بيان الإرهابيين إنه سينشر تفاصيل الهجوم في وقت لاحق. من جهة أخرى، قال العقيد المتقاعد محمد خلفاوي، إن ما حدث في المنيعة شكل "مفاجأة" بالنظر إلى التعزيزات الأمنية وحالة الطوارئ المعلن عنها في الجنوب وعلى الحدود، وطرح المتحدث العديد من الأسئلة، حيث تساءل عن القذائف المستعملة في الهجوم التي لا يتجاوز مداها 4 كيلومترات، مما يعني أن المجموعة الإرهابية كانت قريبة جدا من الموقع الغازي، فيما أبدى رفضه لإعلان الجيش الشعبي الوطني في بيانها عن بعض تفاصيل العملية، التي ستسمح -حسبه- للعدو وقيادته من عديد المعطيات والعمل على تصحيح الرمي، كما تساءل أيضا عن المحيط الأمني الذي كان من الواجب استعماله لتجنب حدوث أي هجوم إرهابي مماثل، واعتبر خلفاوي أن تبني القاعدة للعملية التي استعمل فيها قذائف 130 ملم يعني -حسبه- استعمال معدات وشاحنات ثقيلة، متسائلا عن كيفية تمكن المجموعة الإرهابية من الهروب.