قرّرت الجزائر إعادة فتح سفارتها في طرابلس بعد استتباب الوضع الأمني نسبيا في ليبيا، على خلفية الدعم الدولي الذي باتت تحظى به حكومة الوحدة الوطنية برئاسة فايز السراج. وكشف أمس وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، وهو أول وزير عربي يزور العاصمة الليبية منذ وصول حكومة الوفاق إليها في نهاية مارس أن "الجزائر ستكون أول بلد يستأنف نشاطه الدبلوماسي الرسمي قريبا بتعيين سفير جديد لها في طرابلس". وأعلن مساهل بالمناسبة عن أن "الحل السياسي انتصر أخيرا على الخيار العسكري في هذا البلد الذي عاش حلقات دامية من أزمة أمنية وسياسية عاصفة".ووصل الوزير الجزائري المسؤول عن الملف الليبي إلى القاعدة البحرية قادماً من المطار، قبل أن يعقد اجتماعاً مع أعضاء حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج. ونشرت الصفحة الرسمية للحكومة في موقع فيسبوك صورة للسراج خلال اجتماعه بمساهل. وقال مساهل في مؤتمر صحافي مع نائب رئيس حكومة الوفاق، أحمد معيتيق، "سيعين في أقرب وقت سفير في طرابلس"، مضيفاً "أتمنى أن تكون الجزائر أول بلد يعيد فتح سفارته" في العاصمة الليبية. وأغلقت غالبية السفارات، بينها السفارة الجزائرية، أبوابها مع اندلاع معارك صيف العام 2014 والتي انتهت بسيطرة ميليشيات "فجر ليبيا" على المدينة، وقيام حكومة أمر واقع فيها لم تحظ باعتراف دولي. وزار طرابلس على مدى الأسبوع الماضي وزراء خارجية دول أروبية وسفراء، وذلك للمرة الأولى منذ إغلاق البعثات الدبلوماسية أبوابها إثر معارك صيف 2014، وأعلنوا عن سعي دولهم لإعادة فتح سفاراتها. وذكر مساهل أن "ليبيا تتجه لطي أزمتها سياسيا ولا وجود لأي مخطط لتدخل عسكري أجنبي فيها". ورغم ذلك أشار الوزير إلى أن "تضافر جهود مختلف الفاعلين خاصة بلدان الجوار والأممالمتحدة أضحت ضرورة أكثر من أي وقت مضى لمساعدة هذا البلد ودعمه سياسيا بالنظر إلى الأخطار المحدقة بليبيا والمنطقة وغيرها". وكانت الجزائر التي دعت بقوة إلى صون سيادة هذا البلد الشقيق ووحدته الوطنية والترابية- قد أيدت كليا منذ بداية الأزمة في ليبيا المسار الذي تقوده الأممالمتحدة من أجل البحث عن حل سياسي. وشجعت الجزائر حسب بيان نشرته وزارة الشؤون الخارجية على موقعها الإلكتروني "كل الليبيين إلى مباشرة حوار صريح ودون إقصاء وأيدت تشكيل حكومة الوفاق الوطني بطرابلس "العاصمة الليبية" .