عين محمد نبو السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، الأمين الوطني للإعلام يوسف أوشيش، كنائب عنه. وذلك في أول تغيير على رأس قيادة أقدم حزب معارض في تاريخ الجزائر يأتي بعد رحيل الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد. أكدت جبهة القوى الاشتراكية اليوم، في بيان لها، وقعه السكرتير الأول محمد نبو، أنه تم تكليف الأمين الوطني للإعلام يوسف أوشيشي لينوب عن نبو، وذلك بداية من اليوم الأربعاء، واكتفى بيان الأفافاس بذكر أن محمد نبو يقضي فترة نقاهة، دون إعطاء المزيد من التفاصيل، حول مدة فترة النقاهة التي سيقضيها نبو، وجاء هذا التغيير مفاجئا لأغلب المتابعين للشأن السياسي الجزائري، خاصة وأنه يأتي بعد أشهر قليلة من رحيل الزعيم التاريخي والأب الروحي لجبهة القوى الاشتراكية، حسين آيت أحمد. وحسب مراقبين للشأن السياسي، فإن التغيير الذي طرأ على رأس جبهة القوى الاشتراكية "مفاجئ" و"غير متوقع"، خاصة وأن آخر ظهور لمحمد نبو كان بتاريخ 23 أبريل الجاري من ولاية أم البواقي، الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة حول الأسباب الحقيقية والخفية التي تقف خلف هذا التغيير "المفاجئ وغير المتوقع"، حيث يرجعه البعض إلى "فشل" كل المساعي والمحاولات التي قادها محمد نبو لإعادة بعث مبادرة الإجماع الوطني، رغم الاتصالات الكثيفة التي أجراها مع أحزاب المعارضة وحتى أحزاب الموالاة، غير أن الورقة البيضاء التي طرحها الحزب وقيادته اصطدمت بالخطوط الحمراء التي وضعتها أحزاب الموالاة، والرفض القاطع والمبدئي من طرف أحزاب تنسيقية الحريات من أجل الانتقال الديمقراطي، التي سبق وأن اعتبرتها "مشوشة" على مبادرتها. من جهة أخرى، يرى البعض أن تعيين أوشيشي، لا يعدوا أن يكون قرار انسحاب دبلوماسي من طرف محمد نبو، الذي كثيرا ما يعاب عنه داخل جبهة القوى الاشتراكية ومن خارجها "ضعف تواصله"، كما أن تعيين شخص كأوشيشي عضو المكتب الوطني وهو أحد الإطارات الشابة ليس اعتباطيا، ويحمل حسب البعض الكثير من الدلالات والقراءات السياسية، قد توحي بالرغبة في تغيير إستراتيجية الحزب، في ظل اقتراب مواعيد الانتخابية التشريعية السنة القادمة، بالإضافة للعمل على إقناع أكبر شريحة ممكنة من السياسيين والمجتمع المدني بمشروع الحزب المتمثل في "إعادة بناء الإجماع الوطني". ومن جهته أكد يوسف أوشيش أنه تم تعينه خلفا لمحمد نبو بصفة مؤقتة بالنظر لفترة النقاهة التي يقضيها حاليا السكرتير الأول محمد نبو لا غير.