مخاوف من تكرار سيناريو تكتل الجزائر الخضراء "الفاشل" يحضر عدد من القيادات الإسلامية لخوض غمار الانتخابات التشريعية القادمة، منتصف سنة 2017، من خلال بدء إجراء اتصالات مع القياديين ومسؤولي الأحزاب، تحضيرا لهذا الموعد، والتشاور حول إمكانية عقد تحالفات فيما بينها، وذلك استنساخا لتجربة تكتل الجزائر الخضراء الذي خاض المعترك الانتخابي سنة 2012. وشرع بعض القياديين من الإسلاميين في إجراء اتصال بين بعضهم البعض، وطرح فكرة التحالف، تحضيرا لموعد الانتخابات التشريعية المرتقب أن تكون شهر ماي 2012، ويعول بعض من يرافع على هذه الفكرة بين الأحزاب الإسلامية على تكرار تجربة تكتل الجزائر الخضراء أو توسيع نفس التحالف مع الإبقاء على التسمية، وحسب أصداء بلغت "البلاد"، فإن العديد من الإسلاميين لا يمانعون الفكرة من حيث المبدأ، غير أن البعض منهم يطرح بعض الشروط لتجسيد مثل هذا المشروع على أرض الميدان. وحسب أولى ردود فعل الإسلاميين، فإن أغلبهم شرع في التحضير للانتخابات التشريعية القادمة، رافضا وضع الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات كشرط لدخول المعترك الانتخابي القادم، معتبرين أن ربط المشاركة بهذه اللجنة سيكون بمثابة "انتحار سياسي"، مؤكدين أنهم لا يعولون على السلطة لتلبية هذا المطلب رغم أنه مجسد ضمن دستور 07 مارس 2016. رغم أن فكرة التحالف بين الإسلاميين خلال التشريعيات القادمة، مطروحة بقوة داخل هذا التيار، ويسعى بعض قياداته لتجسيده، وجمع الآراء والرؤى حوله، إلا أن العديد من النقاط تبقى تعيق تجسيده على أرض الميدان، وذلك بالنظر إلى بعض التجارب أولها تكتل الجزائر الخضراء، الذي لم يصمد طويلا، فبعد سنتين من دخوله قبة البرلمان، فشل في التوصل إلى رأي واحد حول الانتخابات الرئاسية لسنة 2014، حيث فضل أحد أضلاعه ممثلا في حركة الإصلاح الوطني التغريد خارج سرب حركة مجتمع السلم وحركة النهضة، اللتين فضلتا مقاطعة هذا الموعد، فيما دخلت الإصلاح المعترك إلى جانب رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، ناهيك عن بعض المآخذ التي سجلها بعض المنتمين لهذا التحالف، الذي "لم يحقق ما كان منتظرا منه" حسبهم. أما إعادة تجربة الخضراء في حد ذاتها سيجد صعوبة، خاصة أن الإصلاح قد ترفض أي شرط سيطرح عليها، بناء على حرية أي حزب في اتخاذ قراراته بكل سيادة. كما أن التجاذبات الداخلية لبعض الأحزاب قد تقف عائقا أمام تحقيق هذا التحالف، خاصة أن بعض قياداتها تنتظر الفرصة المواتية لها للعودة إلى حضن الحكومة، في إطار تحالفات معينة. كما أن التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية، خاصة بين الأحزاب الإسلامية فيما بينها، توحي بأنه من الصعوبة بمكان إعادة تجربة تكتل الجزائر الخضراء، حيث إن المناوشات الكلامية بين الحين والآخر، والتي تقع بين حركة مجتمع السلم وجبهة العدالة والتنمية، توحي إلى أنه لا تحالف في القريب المنظور ممكن الحدوث بين الحزبين، خاصة أن جاب الله رفض الانضمام سابقا للتكتل الأخضر، فيما لا يخفى على المتتبعين أن الرجل سبق له أن أطلق مبادرة لم شمل الإسلاميين، التي لم يظهر لها أثر بعد أن أسالت الكثير من الحبر، حيث لا يستبعد البعض نفض الغبار عنها عشية الانتخابات التشريعية القادمة، رغم أن الرجل لمح إلى إمكانية مقاطعة هذا الموعد في حال لم يتجسد مطلب الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات.