تعقد قيادات التكتل الإسلامي، الأربعاء المقبل، لقاء يعد الأول منذ التشريعيات، يبحث آليات تفعيل التكتل وتطوير أدوات العمل، وكيفيات ومواصلة العمل في إطاره، كما يبحث اللقاء تنسيق المواقف في البرلمان، والتمهيد للاستحقاقات السياسية المقبلة، كالانتخابات المحلية وتعديل الدستور. ويأتي لقاء القيادات الإسلامية الثلاث بعد موافقة مجالس شورى لحركة مجتمع السلم والنهضة والإصلاح على الاستمرار في تكتل الجزائر الخضراء، عقب النتائج التي آلت إليها الانتخابات التشريعية الأخيرة، خاصة أن بعض الأطراف في حمس رأت أن تكتل الحركة مع حركتي النهضة والإصلاح كان سببا في خسارة مقاعد في كثير من الولايات. ويقول رئيس مجلس شورى حمس عبد الرحمن سعدي، إن أعضاء في مجلس الشورى كانت لهم بعض المآخذ على التكتل قبل وخلال الانتخابات، ويعتقد أن التكتل الإسلامي يحتاج إلى مراجعة على صعيد تطويره، وتجديد وسائل العمل على ضوء التجربة القصيرة التي شهدها التكتل خلال الانتخابات. وقال: ''هناك نتائج إيجابية ولكن هناك مآخذ واللقاء المقبل سيفتح النقاش حول المآخذ لتصحيحها''. ويضع الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، الانتخابات المحلية المقبلة في منظور التكتل الإسلامي ومرمى أهدافه المستقبلية، ويؤكد عزم التحالف على تحقيق نتائج جيدة خلال الانتخابات البلدية القادمة، مشيرا إلى أن ''تركيزنا كله منصب على الاستحقاقات القادمة التي تشكل بالنسبة للتحالف مرحلة أخرى بارزة لتحقيق قوة أولى معارضة في البلاد''. وقال إن ''تحالف الجزائر الخضراء مازال يطمح للعب دور قيادي خلال الانتخابات البلدية القادمة، وسنضع كل ثقلنا للظفر بأكبر عدد من البلديات''. وفي نفس السياق، يعتقد الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، حملاوي عكوشي، أن لقاء الأربعاء المقبل، بين قيادات التكتل، سيكون فرصة لتقييم ما تم إنجازه ووضع الآفاق المستقبلية وتنسيق العمل في البرلمان، لكنه يشدد على الضرورات السياسية والشعبية لاستمرار التحالف. ويشير إلى أن التكتل نجح في تحقيق مكاسب سياسية خلال امتحان التشريعيات، وهو بحاجة إلى تطوير هذه المكاسب وتعزيزها في المحطات السياسية المقبلة. وبحسب مصادر من الأحزاب الثلاثة، فإنه تم اقتراح إنشاء هيئة عليا للتنسيق قد تصبح قيد التنفيذ، مع توسيع التحالف إلى أحزاب إسلامية أخرى، خاصة أن الظروف التي جرت فيها التشريعيات وما أفضت إليه من مواقف متطابقة قد يشجع على تقارب محتمل بين القوى الإسلامية .