طالب الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الحميد مهري، بتجسيد أهم بند في بيان أول نوفمر الذي ينص على إقامة دولة الجزائر المستقلة الديمقراطية في إطار المبادئ الإسلامية، مؤكدا أن مشكل الجزائر ليس فيمن يحكم بقدر ما هو في شكل منظومة الحكم . كلام مهري جاء ليلة أول أمس خلال نشرة الأخبار في قناة ''الجزيرة''، تعقيبا على ما صرح به الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم بخصوص ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، فقد قال مهري ''إن مشكل الجزائر ليس فيمن يحكم أو من يكون الرئيس المقبل للبلاد. بل المشكل الحقيقي حسب مهري يكمن في كون البلاد وبعد 50 سنة من الاستقلال لم تعرف تغييرا في منظومة الحكم القائمة''، مضيفا في نفس الموضوع أنه ''آن الأوان بعد 50 سنة لتغيير نظام الحكم في الجزائر وتجسيد الدولة الجزائرية في إطار المبادئ الاسلامية''. الأستاذ مهري واصل حديثه عما يجري في حزب جبهة التحرير الوطني، هذه الأيام، وحقيقة الصراع القائم في الحزب العتيد، مؤكدا أن حزب ''الأفلان''، في الحقيقة، يعيش أزمة منذ عدة سنوات وليس الآن فقط، والأزمة الحقيقية هي في الدور الذي يجب أن يقوم به الحزب في بناء الدولة الحديثة. أما ما تتحدث عنه الصحافة هذه الأيام، فقد اعتبره مهري مشكلا يخص الأمور التنظيمية، أي هو صراع على المناصب في هياكل الحزب وأنه لا يرقى لأن يكون صراعا حول أفكار وتوجهات الحزب، ملمحا إلى أن تمرد كل من الهادي خالدي ومحمد صغير قارة كان ''بسبب عدم تواجدهما في المكتب السياسي ليس إلا''.. للإشارة، يعتبر تعليق عبد الحميد مهري على ما يجري في ''الأفلان''، أول تصريح لشخصية محورية وتاريخية بحجم هذا الرجل. كما يعتبر تصريحه انحيازا وتزكية ولو باحتشام للقيادة الشرعية للأفلان بقيادة الأمين العام الحالي عبد العزيز بلخادم. كما يأتي موقف مهري سويعات قليلة بعد الانتصار المعنوي الذي حققه بلخادم بعد خروجه بالزبدة وثمن الزبدة، بعد انتهاء دورة اللجنة المركزية نهاية الأسبوع الماضي.