أكد الدكتور لوط بوناطيرو ل«البلاد" بتصريح أن الهزات الأرضية التي تعرفها بلدية الميهوب والمناطق المجاورة، هي نشاط زلزالي عادي راجع إلى تصادم المياه الجوفية المشحونة بالكبريت بالمياه الباردة، محدثة بذلك هزات رئيسية وارتدادية تزول بمرور الوقت، مطمئنا بأنه لا علاقة لسد كدية أسردون بالأمر، عكس ما يتردد من شائعات سببها الخوف والهلع في ظل انعدام المعلومة. المختص في علم الفلك والزلازل الدكتور"لوط بوناطيرو" قال على هامش إلقائه محاضرة بالقلب الكبير شرق المدية: "إننا أمة علم ودين لا ينبغي أن نروج للشائعات أو نصدقها، وما يحدث هذه الأيام بمنطقة الميهوب وما جاورها من هزات رئيسية وهزات ارتدادية تثير الخوف والهلع في أوساط سكان المنطقة، زاد الأمر تعقيدا انتشار الشائعات والترويج لها مما جعل الكثير يتساءل وإن كانت التساؤلات والمخاوف أمورا طبيعية، فما يحدث من اهتزاز الأرض أمر طبيعي له تفسيره علميا، كما له ذكر وإشارة في قرآننا الكريم باعتبارنا أمة مسلمة، مضيفا أن ما يحدث بالميهوب حدث في مناطق كثيرة ويبقى يحدث مستقبلا، فمنذ أن خلقت الأرض وهي تهتز لعدة أسباب، مبينا أن الزلازل أنواع صنفها الخبراء إلى زلازل قارية وهي الأكثر عددا والأقوى شدة تحدث بالبحار والمحيطات، كما أن هناك براكين تولد زلازل عند انفجارها، وهناك زلازل سببها المياه الجوفية الساخنة تحت الأرض وهو ما يحدث بمنطقة الميهوب وما جاورها، هذه المياه التي تخرج هنا وهناك على شكل حمامات وبهذه المنطقة "حمام الكسانة" بالبويرة و«حمام ملوان" بالبليدة و«حمام الصالحين" بالبرواقية. وما يحدث بالميهوب هذه الأيام حدث العام الماضي بمنطقة حمام ملوان نتيجة مياه جوفية ساخنة مشحونة بالكبريت تجعل الأرض تهتز، وهي ظواهر معروفة منذ القدم. فهذه هي الأسباب الرئيسية التي يعرفها العلم في اهتزاز الأرض، علما أن هذه الهزات التي سببها المياه الجوفية الساخنة لا تتجاوز شدتها ال6 على سلم ريشتر. بوناطيرو أضاف أنه يجب علينا أن نحتاط لهذه الزلازل ببنايات بالمقاييس، لا بترديد الأقاويل والترويج للشائعات وأن نؤمن بقضاء الله وقدره، ففي بلدان تعرف نشاط زلزالي دائم وتكاد تنعدم الأضرار لهزات أقوى شدة من التي تعرفها بلادنا من حين لآخر، حيث ويتعايشون معها ويتصدون لها بالاحتياطات اللازمة. وعن سؤالنا حول ما يتردد من شائعات عن علاقة سد كدية أسردون بهذه الهزات الأرضية رد قائلا: إن ما يحدث من اهتزاز الأرض بالميهوب لا علاقة له بسد كدية أسردون، رغم أن مياه السدود تخلق بعض الاهتزاز ولكن لا يتجاوزها وبقوة ضعيفة، والمياه الجوفية الساخنة هي السبب الرئيسي فيما يحدث من اهتزاز للأرض بالميهوب وماجاورها حسب ما يثبته العلم، ويشير إليه القرآن الكريم.