أكد الفيزيائي والمختص في عالم الفلك، لوط بوناطيرو، أن الزلازل التي ضربت أول أمس، مناطق بولاية البليدة، مختلفة عن الزلازل التي تعوّدنا عليها، موضحا بأن الأمر لايتعلق بزلازل تكتونية وإنما بهزّات ناتجة عن ضغط المياه الجوفية. ونفى في تصريحات صحفية أدلى بها على هامش منتدى جريدة "ديكانيوز" أمس، أن تكون الأدخنة الملاحظة بعد الزلزال حسب تصريحات السكان ناتجة عن وجود بركان، مشيرا إلى أن المنطقة المحيطة بالجزائر العاصمة، أي "المحيط المتيجي للعاصمة" معروفة أنها مشبّعة بالمياه الباطنية والخارجية "هناك شلالات وحمامات معدنية بها مياه جوفية ساخنة مثل حمام ملوان وحمام ريغة وحمام البرواڤية، وهذا يعني أن هناك نشاطا للمياه، وعندما يحدث تباين حراري وتلتقي المياه الباردة بالمياه الحارة في باطن الأرض فإنه يحدث ضغط يؤدي إلى حدوث زلازل". وعن إمكانية تسجيل هزّات قوية، قال بوناطيرو، إن هذا النوع من الضغوطات عادة لا يؤدي إلى هزّات قوية، مضيفا بأن الجزائر كلها ليست مصنفة في الدرجة الأولى، وإنما تأتي في المرتبة الثانية عالميا من حيث الخطر الزلزالي. وشدد على ضرورة تغليب مبدأ الوقاية على العلاج بأن "نبني بطريقة مقاومة للكوارث الطبيعية وحينها يصبح الزلزال عبرة للناس وليس كارثة" كما قال . وعن كثرة عدد الزلازل المعلن عنها كل يوم في كل أنحاء العالم، وهل يعني ذلك وجود أزمة زلزالية، رد بوناطيرو، بالقول إن الأمر راجع لتطور وسائل الاعلام وسرعة نقل الأخبار، وليس لارتفاع في النشاط الزلزالي العالمي. وقال إن الخبراء يعرفون معدلات النشاط الزلزالي سواء بالنسبة للهزّات القوية أو الضعيفة، مشيرا إلى أن القوية معدلها 280 زلزال سنويا، أما بالنسبة للضعيفة فتقدر بين 40 و50 هزّة متفاوتة الخطورة شهريا، وهي معدلات ثابتة ولا تعني تصاعدا في النشاط الزلزالي. يذكر أن ولاية البليدة شهدت يوم الجمعة، تسجيل ثلاث هزّات أرضية تراوحت بين 2.9 و4.7 درجة على سلم ريشتر. وأكد الباحث بمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء محمد حمداش، أن الهزّات تدخل في إطار "النشاط الزلزالي الطبيعي". وأضاف أن عدد هذه الهزّات الارتدادية "قد يستمر مع الوقت إلى حين استعادة المنطقة لتوازن الصفائح التكتونية"، موضحا أنه كلما تم تسجيل هزّة ارتدادية تتحرر كمية من الطاقة.