عاد الجدل داخل بيت حركة مجتمع السلم، في الذكرى ال13 لوفاة المؤسس الشيخ محفوظ نحناح، حيث مرر الرئيس السابق للحركة أبو جرة سلطاني العديد من الرسائل لغريمه عبد الرزاق مقري. وقال سلطاني على لسان الجنرال المتقاعد قوله "الشيخ نحناح رئيسنا". ونظمت حركة مجتمع السلم، مساء السبت، إفطارا جماعيا بمناسبة الذكرى ال13 لرحيل مؤسس ما كان يسمى حركة المجتمع الإسلامي "حماس"، غير أن الذكرى أعادت الجدل في بيت "حمس" من خلال الكلمات التي تم تداولها، حيث وجه الرئيس السابق للحركة أبو جرة سلطاني، رسائل قوية للرئيس الحالي عبد الرزاق مقري، مفادها أن الحركة في وقت الشيخ نحناح كانت منفتحة على الجميع، وحتى مع المناوئين له كان الراحل يعطيهم مناصب قيادية، وهو الأمر الذي استغربه حتى سلطاني آنذاك، في إشارة إلى أن المكتب التنفيذي للحركة الآن لايضم سوى أنصار الرئيس مقري، في حين أن الأصوات المناوئة قليلة جدا. من جهة أخرى، لم يفوت سلطاني الفرصة لتمرير رسائل بخصوص التوجه الحالي الذي تنتهجه الحركة في عهد رئيسها الحالي عبد الرزاق مقري، حيث ذكر أبو جرة أن حركة مجتمع السلم في عهد الراحل الشيخ محفوظ نحناح "لم تكن منعزلة" سواء عن أقرانها من الإسلاميين، أو حتى عن غير الإسلاميين ومع مختلف ألوان الطيف السياسي في الجزائر، وذلك في إشارة فهمها بعض الحاضرين على أن المقصود منها هو عبد الرزاق مقري، من خلال التوجه الحالي للحركة، الذي يرفض إعادة النظر في علاقته مع الأحزاب والطبقة السياسية بصفة عامة، من خلال انخراطه مع تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، التي لم يعد لها مبرر للاستمرار حسب ما يعتقد بعض معارضي مقري الذين طالبوه في العديد من المناسبات بإعادة النظر في انتماء "حمس" للتنسيقية، وضرورة الانسحاب منها. وفي هذا السياق، فإن الإجماع الذي كان يحظى به الراحل نحناح على مختلف المستويات السياسية والعسكرية، حيث قال سلطاني متحدثا على لسان الجنرال ووزير الدفاع الأسبق خالد نزار "الشيخ نحناح رئيسنا"، وهو ما فهم على أن سلطاني كان يقصد ما يسميه الحمسيون "تزوير عام 1995" في الانتخابات الرئاسية لما ترشح الشيخ نحناح، وما روج بعدها بأنه هو الذي فاز آنذاك.