أكد رئيس شرطة ميونيخ هوبرتس أندريه ظهر اليوم السبت أن هناك منفذ واحد للهجوم الذي وقع أمس في المدينة، وأن ليس لموضوع "اللاجئين" أية علاقة بالقضية. وفي مؤتمر صحفي عقد ظهر اليوم، أوضح أندريه أن تفتيش شقة المنفذ أظهر أنه ليس هناك أي رابط بينه وبين تنظيم "داعش"، بل بين بالمقابل أن الجاني الألماني الإيراني قد انشغل كثيراً بقضية تنفيد حملة قتل مسعورة، حيث عثر على كتاب يتحدث عن أسباب رغبة الطلاب في تنفيذ حملات القتل، وفق ما نقل عنه موقع تلفزيون "بايرشه روندفونك". وبينت الشرطة أن الهجوم نُفذ في اليوم الذي يصادف الذكرى الخامسة لهجوم النازي أندريس بريفيك في النرويج، وأنها لم تعثر على رسالة وداع. وقتل مسلحٌ ألماني من أصل إيراني يبلغ من العمر 18 عاماً ما لا يقل عن تسعة أشخاص وأصاب 16 شخصاً في الهجوم من بينهم ثلاثة حالتهم خطيرة وعدة أطفال يوم الجمعة 22 يوليو بعد إطلاقه النار في مركز تجاري مزدحم بميونيخ قبل أن ينتحر، ولكن شرطة المدينة قالت إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان ذلك هجوماً إرهابياً. بدوره، أشار النائب العام توماس شتاينكراوس-كوخ إلى أن منفذ الهجوم الشاب البالغ من العمر 18 عاماً، ولد وتربى في ألمانيا، وكان يعاني من اكتئاب، وتم علاجه في مصح. وأوضح أنه ليس هناك معلومات عن الطريقة التي حصل بها الجاني على السلاح، وأنه كان يقتنيه بشكل غير شرعي، أي لم يكن يحمل رخصة. بدوره قال رئيس المكتب الجنائي في بايرن روبرت هايمبيرغر إن الجاني كان يقتني سلاحاً من طراز "غلوك" ويحمل 300 طلقة. وبين "أندريه" أن هناك معلومات محدثة عن واقعة التقاء شرطة المدنية بالقاتل قرب مركز التسوق وإطلاقهم النار عليه قبل فراره، حيث أظهر فحص جثته التي عُثر عليها على الساعة 8.30 أي بعد قرابة ساعتين ونصف من بدء الهجوم، أنه لم يصب بنيران الشرطة وليس هناك سوى طلق ناري في الرأس، ما يؤكد على الأرجح إلى أنه انتحر. وأشارت الشرطة إلى أنه يتم التأكد فيما إذا كان قد قام بتهكير حساب فيسبوك لكي يحث الناس إلى الذهاب لموقع الجريمة، على الرغم من ترجيح صحة ذلك. وفيما يتعلق بضحايا الهجوم الذين أوضح المحققون أن غالبيتهم من الشباب، هم فتاتين وشبان تتراوح أعمارهم بين 14 و21، وسيدة تبلغ من العمر 45 عاماً، وأنه كان من اللافت أن الكثير من الضحايا القصّر هم من أصول مهاجرة. وكان رئيس شرطة ميونيخ قد قال في وقتٍ مبكر من صباح اليوم خلال مؤتمر صحفي إن دوافع الشاب، الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية، غير واضحة البتة حتى الآن، وأنه لم يكن لديه سجلٌ إجرامي. تشير تحقيقات الشرطة إلى أن قاتل ميونيخ الذي اشتكى من تعرضه للتنمر والمضايقات ربما استدرج بعض الضحايا الشباب إلى حتفهم بوعدٍ بطعام مجاني من مطعم مكدونالدز. وأشارت التقارير إلى الدعوة التي وجهتها إحدى الصفحات الوهمية على فيسبوك للشباب للتجمع في أحد مطاعم الوجبات السريعة بعد ظهر أمس للتمتع ب"العرض الخاص". ووفقاً لشهود العيان، خرج المهاجِم من دورة المياه الخاصة بالمطعم في حوالي الساعة 5:50 في ملابس سوداء، وبدأ في "إطلاق النار على الأطفال". واستمرّ الهجوم الدموي في مركز التسوق المحلي وفي الشوارع المحيطة بمركز ميونيخ الأولمبي. وذكر هوبرتوس أندريه مساء أمس وجود عدد من "المراهقين" وسط القتلى، بالإضافة لإصابة العديد من "الأطفال". وبسؤاله عن وجود علاقة بين أحد ألعاب فيسبوك وبين الهجوم، أجاب قائلاً إن هذا "جزءٌ من التحقيق المكثف الذي نجريه حالياً". بدورها ذكرت صحيفة "بيلد" أن القاتل حاول استدراج الضحايا إلى مطعم ماكدونالدز المذكور -رغم أنه من غير المؤكد إن كان نجح في مسعاه- عبر حساب وهمي باسم "سيلينا أ"، وعرف نفسه على أنه فتاة تركية، وكتب:" تعالوا اليوم الساعة 16 إلى ميغي (ماكدونالدز) عند مركز التسوق، سأتبرع لكم بالبعض إن كنتم لا تريدون ما هو غال". وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقاً لمعلوماتها، كان الإيراني الألماني يتعرض لمضايقات من الأتراك والعرب في المدرسة، ويبدو أنه حاول أن ينتقم منهم، لكنه قتل أناس أبرياء وكانت شرطة ميونيخ ومصادر صحفية ألمانية أفصحت في وقت سابق عن بعض المعلومات عن الشاب الذي يبدو أنه قتل وحده بشكل عشوائي 9 أشخاص وأصاب 16 بجراح قرب مركز أولمبيا التجاري في ميونيخ، قبل أن ينتحر لاحقاً بعد قرابة كيلو متر من مسرح الجريمة. وكان قائد شرطة ميونيخ هوبرتس أندريه قد قال في وقتٍ مبكر من صباح اليوم السبت 23 يوليو/تموز خلال مؤتمر صحفي إن الجاني ألماني-إيراني يبلغ من العمر 18 عاماً، من سكان مدينة ميونيخ، وكان يعيش فيها منذ فترة طويلة، وأكد رداً على تساؤل مراسل أنه قد عاش أكثر من عامين فيها. وقال أندريه إن دورية للشرطة المدنية التقت القاتل وأطلقت النار عليه، لكنه استطاع الفرار وتوارى عن الأنظار قبل أن يتم العثور عليه ميتاً الساعة 8.30 أي بعد قرابة ساعتين ونصف من بدء الهجوم. وأكد أن دوافع الشاب، الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية، غير واضحة البتة حتى الآن، وأنه لم يكن لديه سجلٌ إجرامي. وقال أندريه أنه لا يريد عن يعقد مقارانات بين الهجوم وبين الهجمات الأخيرة التي نُسبت لتنظيم "داعش"، كالهجوم الأخير في فورتسبرغ الذي نفذه شاب أفغاني من طالبي اللجوء بفأس وسكين، الذي أوقع 5 جرحى، مشيراً إلى أنه لا يرى في الوقت الحالي تشابهاً بينها. ولدى سؤاله فيما إذا كان العمل إرهابياً أم موجة عنف، قال إنهم يعتبرونه إطلاق نار حالياً، أما تصنيفه فيعتمد على دافع القاتل، الذي يرتبط بما ستكشف عنه التحقيقات، وما يجدونه على سبيل المثال في شقته. وبحسب موقع "تاغس شاو"، تعد فرضية ارتباط الجاني مع "داعش" مستبعدة، لأن الشاب الإيراني وفقاً للمعلومات المتوافرة حتى الآن شيعي. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مخابراتي قوله إن فرضية انتماء الجاني ل"داعش" أو القاعدة أو أية مجموعة سنية أخرى تكاد أن تكون مستبعدة، في إشارة إلى العلاقة غير الطيبة بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط. وتناقلت مواقع صحفية ألمانية ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأميركية عن شاهدة زعمت أنها سمعت الجاني وهو يصرخ "الله أكبر"، وهي الإشارة الوحيدة عن احتمال أن يكون جهادياً حتى الآن. وفتشت وحدة خاصة من الشرطة صباح اليوم شقة والد الجاني، الذي قال موقع "شبيغل أونلاين" إن اسمه "دافيد س"، في حي ماكسفورستاد بميونيخ وأغلقتها، ونقلت منها متعلقاته، حيث شوهد عناصرها وهم ينقلونها لسيارة. وذكرت صحيفة بيلد على موقعها إن الجاني كان يعيش مع والديه في الشقة، وكان يذهب إلى مدرسة قريبة منها، وأن والده موجود في مركز الشرطة. وأشارت إلى أن جيرانه شاهدوه يوم أمس الجمعة، ناقلة عن أحد جيرانه قوله: "إنه يقيم تماماً بجانبي، كنت أشاهده بين الفينة والأخرى، لكن لم أكن أعرفه بالفعل. صديقي كان زميله في المدرسة وقال إنه كان شخصاً هادئاً، لقد تعرّف عليه في الفيديو". وكان تم تداول فيديو بعد الهجوم للقاتل الذي كان واقفاً على سقف موقف سيارات، وهو يتعرض للشتائم من أحد السكان بينها ما هو موجه للأجانب، ويمكن سماعه وهو يقول أنه أشترى مسدساً وأنه ألماني وولد في ألمانيا، وأنه قد خضع للعلاج. وبسؤاله عن الفيديو المذكور، أكد قائد شرطة ميونيخ "أندريه" أنه وفقاً للمعلومات التي لديهم حتى الآن، فإن الشخص هو الجاني.