أعلنت جبهة البوليساريو عن بالغ قلقها، من الخروقات المغربية التي تقوم بها وحدات عسكرية على مستوى الجدار العازل الذي أنشأته الأممالمتحدة، ومنعت بموجب الاتفاق الثنائي بين الرباط والصحراء الغربية الجيشين الاقتراب منه. وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الصحراوية أبلغت جبهة البوليساريو، رئيس بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية "اليمنورسو" بتندوف الدكتور يوسف جديان احتجاجها القوي على الخرق المغربي السافر، الخطير لوقف إطلاق النار، المبرم بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمملكة المغربية. ولاحظت جبهة البوليساريو تدخل وحدات عسكرية مغربية في منطقة النزاع لمضايقة السكان ومطاردتهم، في وقت تشتعل فيه الجهة الحدودية المغربية مع موريتانيا بتوتر جديد كشفت عنه مصادر مغربية، أشار إلى أن نواكشط نقلت ترسانة من الصواريخ إلى الشمال ما ينبئ بتوتر جديد في المنطقة بسبب التعزيزات العسكرية المغربية، غير المبررة التي شرعت فيها القوات الجنوبية المغربية المرابطة هناك، ما أثار قلق موريتانيا، وعزز مخاوف وشكاوى جبهة البوليساريو من التحرك العسكري المغربي وخرقه اتفاق وقف إطلاق النار خصوصا أن المغرب شرع في وضع قوات ووحدات في المنطقة". وقد وصف الأمين العام لجبهة البوليساريو هذه التحركات ب«مسألة في غاية الخطورة، في ظل عدم استكمال بعثة المينورسو عودة التي طردها المغرب، مع توقف غير مبرر للمسار السياسي، إضافة إلى الحملات الإعلامية المغربية الحافلة بالمغالطات والهادفة إلى خلق البلبلة والغموض والاحتقان". كما أن الوضع في منطقة الكركرات الحدودية استدعى تحرك الأممالمتحدة التي أعلنت يوم الثلاثاء عن ربط اتصالاتها مع المغرب والصحراء الغربية لتحديد وقائع الانتهاك المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين طرفي النزع سنة 1991، لكن الرباط وكالعادة تدعي أن تحركاتها العسكرية في المنطقة كانت بهدف محاربة شبكات التهريب، في وقت تشير فيه الكثير من التقارير بما في ذلك الأممية إلى أن جهات مغربية ترعى عمليات التهريب الكبرى في المنطقة. ومن المرتقب أن تعرف منطقة "الكركرات" حراكا غير مسبوق على ضوء التهرب المغربي الواضح من الاعتراف فعلا بحقيقة ما يجري على الأرض من تحرك مغربي عسكري كبير يهدف إلى فرض واقع جديد يتجاوز كافة الاتفاقيات التي ترعاها الأممالمتحدة الأمر الذي يستدعي تدخل مجلس الأمن الدولي الذي يرعى سير مهام بعثة المينورسو التي تجاوزها المغرب بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.